تُعد الإمبراطورة الإيرانية ثريا هي إحدى ضحايا التقاليد الشرقية التي عصفت بحياتها الزوجية وأطاحت بها من عرش إيران لكونها عاقرًا لا يمكنها أن تلد ولي العهد لزوجها الإمبراطور محمد رضا بهلوي أو شاه إيران. ثريا خليل أصفندياري هي ساحرة جمعت بين الشرق والغرب؛ فوالدها سفير إيران في ألمانيا ورئيس قبيلة بختياري التي حكمت جنوب غرب إيران لمدة 12 جيلًا، أما والدتها فكانت ألمانية، لذلك جمعت بين عراقة النسب وأرستقراطية النشأة. طلب من ثريا في عام 1958 ترك ايران فذهبت الى روما ثم المانيا حيث وافاها خبر طلاقها. عاشت خمس سنوات مع مخرج ايطالي شاب هو فرنكو اندوفينا الذي قتل في حادث طائرة... وفي عام 1991 اصدرت كتابا عن سيرتها بعنوان «قصر العزلة». الملكة الأم، والدة شاه إيران، اختارت ثريا كعروس لابنها بعدما انفصل عن زوجته الأولى الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وقررت أن ترسل دعوة رسمية لها لمأدبة عشاء تقام في القصر، وعندما التقيا انجذب كل منهما إلى الآخر وكان حبًا من أول نظرة. العدوى والتقشف وقبيل حفل الزفاف والذي كان مقررًا في ديسمبر عام 1950، التقطت العروس العدوى بأحد أنواع الأوبئة التي اجتاحت البلاد في تلك الفترة، فتم تأجيل الزفاف إلى 12 فيفري عام 1951، وتألقت في ثوبها الذي صممه كريستيان ديور ورصعته الماسات المزيفة؛ بحكم ظروف التقشف التي كانت تسود البلاد. ونظرًا للظروف السياسية العصيبة التي كانت تمر بها إيران، لم يسافر العروسان إلى أوروبا وقضيا شهور عسلهما في إيران، وبعد ذلك بدأت ثريا في تولي مهامها الملكية كإمبراطورة، فتبنت جمعيات رعاية الأمومة والطفولة والمصابين بالسل وأصبحت ذات نفوذ لدى الشاه. ولكن الأيام الجميلة لم تدم حيث بدأ القلق يتسرب في أنحاء القصر لعدم وجود وريث للعرش بعد 7 سنوات من الزواج، وبعد إجراء الفحوصات تبين أنها عاقر، ومع حالة الفوضى التي كانت تجتاح البلاد تزايد الخطر على الشاه وكان لابد من حل سريع، فعرضت ثريا على زوجها أن يغير قانون الوراثة ويعين أحد إخوته وليًا للعهد، ولكن مجلس الحكماء رفض ولم يكن الزوج مستعدًا للتنازل عن تقاليده الفارسية. وعاشت فترة عصيبة خاصة حينما استقبلت مبعوثين من الشاه يعرضوا عليها أن يتزوج هو امرأة أخرى على أن تبقى هي في عصمته، وهو ما رفضته تمامًا، وكانت تلك هي النهاية وأعلن الطلاق في 14مارس عام 1958 ليتزوج بعد ذلك عام 1959 من فرح ديبا، التي أنجبت له وريثًا للعرش ولكنه للأسف خُلع من عرشه عام 1979 هكذا إنهار الزواج ! لم تنجب ولي العهد فانهار زواج «الاميرة الملكية» وهو اللقب الذي أطلقه عليها زوجها ملك ايران الشاه محمد رضا بهلوي، وأسدل الستار على حكاية حب حركت مخيلات المراهقات المعجبات بالسندريلا الجميلة والطامحات الى العيش في القصور، والحصول على الجاه والسلطة. لكن الحكاية لم تبق ذلك الحلم الجميل بل تحولت الحياة المشتركة الى كابوس، انتهى بالطلاق بعد سنوات سبع من الزواج. زواج نجمة الجمال الايرانية ثريا اصفندياري، المرأة الساحرة، ذات العينين الخضراوين والوجه الحسن، والشاه الشهير. لم يكن للطلاق من سبب سوى عدم حصول الشاه على ولي عهد ذكر يؤهله لولاية ايران، بعد ان كان قد تزوج سابقا من الاميرة المصرية فوزية ابنة الملك فؤاد والملكة نازلي، التي لم تنجب للشاه سوى فتاة هي ابنتها الوحيدة شهناز. وولاية العهد تتطلب ذكرا لم تنجبه الزوجة ا لثانية العاقر ثريا، التي رحلت عن عمر 67 عاما داخل شقتها، بعد ان عاشت وحيدة من دون زواج، أثر طلاقها من الشاه في العام 1958. عندما تزوجت الامبراطورة ثريا من الشاه، لم يكن هناك أبطال سينما وفنانات وعارضات ازياء وملكات جمال. كانت قصص حب الملوك والحكام تشغل اهتمامات العامة من الشعوب. كانت قصص العاشقين والمحبين تتردد في الخفاء، تتداولها الفتيات الرومانسيات الحالمات بعريس على حصان ابيض غني وصاحب سلطة ينتشلهن من واقعهن الرتيب الى واقع آخر يشبه تخيلاتهن. الإمبراطورة الجميلة كانت ثريا المولودة من أم المانية تتابع دراستها في الخارج عندما أعلن عن زواج الحسناء المدهشة بجمالها ابنة التاسعة عشرة ربيعا من شاه ايران الذي كان معروفا بمغامراته العاطفية وصداقاته السرية والعلنية لنساء يسعين وراء الشهرة والعيش المترف. تحولت ثريا الى نجمة الخمسينات في الاوساط الاجتماعية، وتابعت الصحف الشعبية والمجلات النسائية أخبار الامبراطورة الجديدة. دخلت في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وانشغلت المجتمعات الراقية بتداول اخبارها. وكالعادة كانت تؤلف القصص وتتسرب اخبار القصر الملكي الايراني عن الاميرة الجميلة والخلافات العائلية التي لم تنته مع الزوجة السابقة فوزية والحالية ثريا، والتي تتخذ طابع الغيرة. وتزداد الخلافات حدة وشراسة يوما بعد يوم. وكلما ترسخ التأكد من عدم حمل الزوجة الجديدة وقدرتها على اسعاد الشاه باعطائه وليا للعهد. كان الحب، بينهما قائما، ومستعرا من لحظة ولادته من النظرة الاولى لكن نهايته لم تكن سعيدة. الحكايات الجميلة لها نهايات سيئة على ما يبدو، وكان لا بد لهذا الحب أن ينتهي ذات يوم على مذبح السياسة ومذبح العادات والتقاليد التي تجعل من المرأة أيا كان موقعها، مجرد رحم للانجاب. فان لم تكن قادرة على انجاب ذكر فالويل لها والثبور في انتظارها. العائلة تريد وليا ووريثا قبل أي أمر آخر، وعلى العاقر أن تدفع الثمن. انتهت القصة الجميلة في 4 مارس 1958 ظهرت عناوين الصحف العالمية بعنوان عريض: «الشاه يطلّق الامبراطورة ذات العينين الحزينتين». كيف جرى هذا الحدث المؤلم: أشارت الصحف في ذلك الوقت الى أن الساعة كانت تشير الى الرابعة بعد الظهر في باركشتراس في مدينة كولونيا الالمانية، داخل فيلا اثرية الطراز، انيقة، كتب على بابها «سفارة ايران الامبراطورية». داخل احدى قاعاتها جلس عم ثريا «اسد بختيار» موفد الشاه ليعرض أمام ابنة أخيه ثريا الامبراطورة الصفقة التي تم التوصل اليها مع الشاه، كانت صامتة، ساهمة، حزينة الوجه. اقترح عليها الشاه الموافقة على زواجه من امرأة ثانية لأنها لم تنجب له ولي عهد يرث عرشه من بعده او توافق على الطلاق. دمعت عينا الجميلة، ثم اعلنت امام عمها أنها تفضل الطلاق. هكذا انتهت حكاية الحب، لم تفاجأ ثريا بالحدث، لكنها اعترفت فيما بعد أنها لم تتوقع أن يتم ذلك بمثل هذا العنف والسرعة ومن دون مراعاة لمشاعرها. اختارت ثريا الطلاق بدل العيش مع ضرة تنافسها في الحياة وفي قلب من أحبت.