بعد أن "تطاولت" البينين على المغرب تضاعفت مَخاوف المنتخبات الكبيرة على رأسها الشقيقة الجزائر التي تدخل اليوم لقاء غينيا بحذر شديد. وكانت الجزائر قد عانقت سماء الإبداع في مُباريات الدور الأول وأظهر فريق جمال بلماضي أنه يملك كلّ المؤهلات التي تُخوّل له المراهنة على اللقب الإفريقي. لكن الأداء الباهر للجزائر لا قيمة له ما لم يُواصل الأشقاء الزحف بثبات نحو المراحل المُتقدّمة. ولاشك في أن زملاء محرز استوعبوا جيّدا درس المغرب التي لم يتوقّع أكبر المُتشائمين أن تخرج على يد البينين. ومن الواضح أن لاعبي الجزائر على وعي تامّ بأن غينيا خصم يستحق الكثير من الإحترام ولن يكون من السّهل إزاحته في لقاء الليلة ما لم يُقدّم الأشقاء أداءً بطوليا تماما كما فعلوا في الجولات الثلاث الأولى من السباق القاري. ويعرف أبناء بلماضي أنهم أمام خيارين لا ثالث لهما فإمّا المراهنة على اللقب الغائب منذ سنة 1990 أوالخروج بخفي حنين وفي هذه الحالة سيسقط جيل محرز وبونجاح والبلايلي وبن ناصر بسرعة من ذاكرة الجزائريين لأن التاريخ لا يحتفظ إلاّ بالأبطال. ومن جانبه، يدرك الفريق الغيني أن الجزائر أقوى منه بكثير لكن هذا لا يعني أبدا رمي المنديل بل أنه سيفعل المُستحيل ليُحدث المفاجأة. وهذا ما كشفته تصريحات المدرب البلجيكي "بول بوت" حيث أكد أن ترشّح البينين "الضعيفة" على حساب المغرب المدجّجة بالنجوم يُلهم كل المنتخبات الطموحة للدفاع عن حقّها المشروع في الذهاب بعيدا في الكأس الافريقية. اللقاء الثاني في برنامج اليوم سيجمع بين مدغشقر والكونغو الديمقراطية. وتبدو هذه المواجهة قوية إلى أبعد الحدود خاصة أن مدغشقر ستُقاتل لكتابة التاريخ وسيبذل الكونغوليون بدورهم قُصارى جهدهم للعبور إلى الدور الموالي بعد أن وقفت الكرة في صفّهم ومنحتهم الأمل في مواصلة المشوار بعد أن كانوا قاب قوسين أوأدنى من الإنسحاب. وتريد مدغشقر تأكيد المردود الرائع الذي أظهرته في الدّور الأول حيث نجح فريق المدرب الفرنسي "نيكولا ديبوي" في قهر نيجيريا وسط ذهول الجميع خاصّة أن مدغشقر تشارك للمرّة الأولى في ال"كَان" ولا تملك غير الطموح. وتقف مدغشقر أمام فرصة ذهبية لتحقيق انجازات غير مسبوقة في تاريخها الكروي. هذا في الوقت الذي تسعى فيه الكونغو الديمقراطية إلى استثمار نجاتها من الإنسحاب لإعادة ترتيب أوراقها والدفاع عن حظوظها في بلوغ الأدوار الأولى. وتتضاعف حاجة الكونغوليين للإنتصار على مدغشقر في ظلّ الإتهامات التي طالتهم بسبب شبهة التلاعب بنتيجة المقابلة الفارطة ضدّ الزمبابوي (فوز الكونغو بأربعة أهداف الشيء الذي منحها تأشيرة العبور إلى الدور ثمن النهائي). البرنامج: الدفعة الثالثة من منافسات الدّور ثمن النهائي لكأس افريقيا مدغشقر – الكونغو الديمقراطية (س17) الجزائر – غينيا (س20)