تونس (الشروق): تعتبر مدينة سيدي بوسعيد من أشهر المدن التونسيّة عالميّا من حيث عراقتها الحضاريّة والتاريخيّة وتعدّد تسمياتها واشعاعها السياحي الذي جعل منها وجهة دائمة للترفيه والاستجمام والاصطياف ومزارا لكثير من المشاهير العالمييّن، واقترنت تسمية المدينة باسم الوالي الصالح سيدي أبي سعيد بن خلف بن يحيى التميمي الباجي وكذلك أول نواة بلدية محدثة سنة 1893. وتتميّز المدينة بجمالها الطبيعي الخلاّب وتفرّدها المعماري وكثرة الإقامات الفاخرة والقصور العامرة وسلسلة من المقاهي والمطاعم الشعبيّة والرّاقية. وبرغم عمقها التاريخي القديم فإن مدينة سيدي بوسعيد حافظت على تجدّدها الجمالي بسحر موقعها وثراء معالمها وعبير الكساء النباتي وتواصل «إغراءات» ثقافة حبّ الحياة للإقبال عليها للتمتع بالرّاحة الهادئة والتعطر بروائحها المنعشة حاضنة لمحبيها وعشاقها. وعلى قدر إرثها الحضاري المادي واللامادي تتعدّد بالمدينة الساحات والمساحات الخضراء والحدائق والمتنزهات والفضاءات الثقافيّة والأسواق والأحياء والأنهج والشوارع التي تنتشر كثير منها بمنحدرات و أعالي جبل سيدي بوسعيد وكلّ لها تسميّة رمزيّة على غرار أنهج وشوارع: الزيتونة - ابن الجزار - طارق بن زياد – القدس - الطيب المهيري - علي بلهوان - المغرب والجمهوريّة هذا إضافة الى نهج الدكتور الحبيب ثامر الذي يتقاطع مع شارع 14 جانفي 2011 و نهج 2 مارس 1934 في اتجاه المقهى العاليّة و جامع سيدي بوسعيد مرورا بدار الدلاجي – قصر البلدية - رواق الهادي التركي وتتزاحم على جانبيْه متاجر الصناعات التقليديّة ويعتبر هذا النهج القلب النابض للحركة التجاريّة ومكان للمرور الزوّار . واقتران التسمية بالوفاء لنضالية الدكتور الحبيب ثامر الذي ولد يوم 441902 وتوفي يوم 22121949 في حادث طائرة وهو سياسي وطني وطبيب درس بالمدرسة الصادقيّة وبفرنسا وتخرّج كطبيب ونشط بالحزب الحرّ الدستوري وعرف بصلابة مواقفه من القضايا الوطنيّة والعربيّة والإسلاميّة وناهض في أواخر حياته سياسة بورقيبة ووفاء لوطنيته الخالصة أعيدت رفاته للوطن وسميّت العديد من الشوارع والمؤسّسات والمواقع بإسمه تخليدا لذكراه.