تونس «الشروق»: تقع مدينة قرطاج الشّهيرة على بُعد حوالي 15 كلم من تونس وتتميّزُ بموقعها الاستراتيجي شمال العاصمة وتوسُّطها لمُدن حلق الوادي – الكرم – سيدي بوسعيد والمرسى وتتفرّدُ بعُمقها الحضاري والتّاريخي وتعدُّد مواقعها ومعالمها الحضاريّة التي تتربّع على قُرابة 407 هكتارا ولعلّ أشهرها ربوة بيرسا التي تنتصبُ بداخلها عدّة أحياء ومدافن ومصانع ومساكن مُسجّلة منذ 1985 ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي وبهذه القلعة الحضارية يتواجد المتحف الوطني بقرطاج المُحدث منذ سنة 1875م إضافة إلى الأحياء والحمّامات والإقامات الفخمة والمسارح الرّاقية وغيرها والتي تُؤرّخ مُتجمّعة لتعاقُب العديد من الحضارات كالفينيقية البونيّة - الرومانية – الإفريقية والعربية الإسلامية التي ارتبطت بكثير من الحكّام والأمراء والقادة مثل الحاكم الأمازيغي «هرباس» والملكة «ديدون» أو عليسة والقائد العظيم حنبعل والأمين باي والزعيم بورقيبة وكلّ له «بصمته» وحضُوره في تاريخ قرطاج من حيث إعلاء شأنها ومجدها أو تحريك نوايا الأطماع فيها. تهيئة ونظافة الشاطئ يقترنُ فصل الصّيف بانطلاقة موسم الاصطياف الذي أصبح من العادات السنويّة التُونسيّة وتسعى البلديّات إلى توفير الظّروف المُلائمة لهذا الموعد ومن بينها بلديّة قرطاج التي قامت بحملات نظافة شُمُولية واستباقية للشاطئ بمختلف مواقعه ومكوّناته خلال الأسبُوعين الأخيريْن من شهر ماي 2017 وخلال الفترة من 1 جوان 2017 وإلى غاية نهاية الموسم الإصطيافي بالجهة تقُوم المصالح البلديّة المُختصّة بالتنظيف اليومي للشاطئ من كلّ البواقي والشّوائب إضافة إلى غربلة الرّمال بالتّعاون مع وكالة حماية وتهيئة الشريط السّاحلي باستعمال كلّ الوسائل والمعدّات المُتاحة بالاعتماد على العنصر البشري المُؤطر إلى جانب توفير 24 من السبّاحين المُنقذين وتأمين سلامة المُصطافين عن طريق مركزي أمن و2 نقاط مُراقبة للحماية المدينة وذلك ضمن خطة تكامليّة وتشاركية بين كلّ المتدخلين لتأمين الرّاحة لمُقيمي وزوّار المدينة. المدينة الفاضلة والشاطئ الهادئ تتميّز مدينة قرطاج بتنظيمها المعماري «التفرّدي» من حيث شكل وأناقة إقاماتها ومنازلها ومؤسساتها العمومية والخاصّة التي يفُوحُ منها عطر أزهار حدائقها التي تتدلّى أشجارها المتنوّعة على أسورتها وتتجمّل أكثريّة شوارعها وساحاتها بكساء العُشب والنباتات والأشجار ممّا يُعطي للمدينة سحرها الطبيعي والتي يُخيم عليها هدوء نوعي يعطي للمدينة بريقها وتُعرف المدينة بنُدرة المساكن المعدّة للكراء ويتّبعُ مُتساكنُوها نظاما صباحيا يقُوم على المشي والتجوّال بالمسلك الصحّي بشارع روزفلت وشارع البيئة وتتجانس هذه المناظر الخلاّبة مع حركيّة الشاطئ الذي يُعمّره المتساكنون الأصليُّون ويتوافدُ عليه الزوّار من المدن المجاورة عبر السّفرات المُتعدّدة للقطار ويسلكُون عدّة أنهج ومداخل ومُدرّجات للوُصول للشاطئ مثل شارع الجمهورية بحي ماجون ونهج سوفونيسب وغيرها كثير وتسهيلا لركن السيارات أعدّت البلدية ثلاثة مآوى بأماكن متقاربة ويتميّز شاطئ قرطاج بتواجده ملاصقا للمباني العمومية والخاصّة وتفصل ما بين الأحجار الكاسرة للأمواج إضافة إلى مقاعد صخرية وأشجار بريّة تساهم متجمّعة على توفير الظلال الوارفة ووضع الأدباش في أجواء من البهجة والمرح الترفيهي بين مختلف الفئات العمريّة وبحلُول اللّيل تقلّ الحركة بالشاطئ وتتحوّل المدينة إلى «مزار» للسّهر بمقاهيها ومطاعمها الفاخرة ومنتزهاتها العائلية بقرطاج وصلامبو التي تُعتبر مقصدا للعائلات لما يتوفّر بها من مساحات خضراء وألعاب للأطفال ومقاهي وتتوسّع دائرة الإقبال البشري الهادر خلال مهرجان قرطاج الدولي لمُتابعة برمجة سهراته الفنيّة التي تستقطب الآلاف من المتابعين من ولايات تونس الكبرى والمدن المجاورة الداخلية إضافة إلى المصطافين من التونسيين والسيّاح الأشقّاء. رسائل عشق وتنويه الشاب عبد الله محمد موظف بنكي أصيل جهة رمادة ويُقيم بصنهاجة بوادي الليل أكّد بأنّه يرتادُ شاطئ قرطاج بُكرة لقلّة الحركة وتجاوزا للاكتظاظ ما بعد الظهيرة وأيضا لما يتوفّر به من هدوء وهو أقرب للشاطئ العائلي ويستمدّ ذلك من ظروف السلامة الأمنية إضافة إلى جمالية واستراتيجية الموقع الذي يطلّ على عديد الأماكن كالغابة والبحر والبواخر العائمة في ما قال «يونغ» السائح الصيني بأنّ السيّاحة ذات أبعاد شموليّة وهو يأتي ومرافقته لاكتشاف قرطاج بمختلف مكوّناتها وما شجّعه على «اختطاف» وقت للسباحة أريحيّة توجيهه الباسمة من قبل المواطنين وما لاحظه من سكينة بالشوارع والحضور الأمني القارّ والمتجوّل وهذا يُعطي أبعادا أخرى في برنامج تنقلاته وهذه الشهادات المُختصرة تُعطي للمدينة الفاضلة حقّ منزلتها الحضارية بأبعادها المتنوّعة. قرطاج الأسطورة تقترن مدينة قرطاج بأسطورة التأسيس الحُبلى بتنوّع المحطّات التاريخية والحضارية التي اتّسمت بالبناء والإزدهار والأطماع والهزائم والانتصارات التي خلّفت سجلاّت تاريخية ثريّة وشواهد شامخة للمواقع والمعالم المتنوّعة التي تعجّ بها المدينة في دلالة على عظمة وقوّة وحكمة الروّاد الذين عمّروا الأرض بالأمجاد والمعمار المتفرّد.