فيما يعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ، من احتمال توقف العمل بمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، بين واشنطنوموسكو، بعد نحو 3 أسابيع من الآن، تثور مخاوف عدة بشأن «سباق تسلح» قد يعيشه العالم مرة أخرى. وحثّ الاتحاد الأوروبي أول أمس روسيا على الاستمرار في التزامها بالمعاهدة، بعد تعليقها مشاركتها فيها. وسبقتها في الخطوة واشنطن. والسؤال الآن هل يدور التاريخ دورته.. ويشتعل سباق تسلح جديد؟ الآن، وربما أكثر من أي وقت مضى، العالم مجبر على الانتظار قلقا. فالاثنتان روسيا والولايات المتحدة، قررتا التخلي عن معاهدتهما التاريخية إبان الحرب الباردة، بشأن الصواريخ متوسطة المدى. وبادرت واشنطن حينها بتعليق الالتزام بالمعاهدة، بزعم انتهاك الروس لها. وردت موسكو بالمثل بلا تردد. وعمليا ينتهي العمل بالمعاهدة بعد ستة أشهر من قرار الانسحاب، أي بحلول الثاني من أوت من العام الجاري. والمقلق أكثر، أن إلغاء العمل باتفاقية الصواريخ متوسط المدى بين الروس والأمريكيين، يهدد اتفاقية «ستارت» الجديدة التي يتم التفاوض عليها بين الطرفين، من أجل الحد من المنصات الثابتة للرؤوس النووية الاستراتيجية. وحتى اللحظة، لا إشارات تراجع من الجانبين. فدونالد ترامب بشعاره أميركا أولا، يريد لبلاده أحدث الأسلحة وأقواها. ولا يقبل بغير ذلك. وروسيا فلاديمير بوتن، وفق مراقبين، تبحث عن تصنيف فعلي كقوة عظمى أولى في العالم. ويبدو الأمر كأنه بوادر حرب باردة أخرى، تلوح في الأفق.