شهدت سنة 1979 حدثا استثنائيا هز الساحة الفنية العربية... لقد انفصل الثنائي الرائع بليغ حمدي ووردة الجزائرية... انفصل هذا الثنائي انسانيا وفنيا... انفصال تم في هدوء تام ودون صخب وسط دهشة كبيرة داخل الوسط الفني وخارجه. في أحاديثها وحواراتها العديدة التي يحتفظ بها أرشيف الصحافة العربية تكشف وردة الجزائرية سرّ انفصالها انسانيا وفنيا عن بليغ حمدي: تقول وردة الجزائرية: «بالرغم من حبّي الكبير لبليغ ونجاحنا في تجاوز العديد من العقبات والأزمات، إلا أنني لم أستطع تجاوز العقبات معه كزوجة، فقد كان دائم السهر وتعدّدت علاقاته العاطفية التي كنت أعرف بعضها وأقرأ البعض منها في الصحف فكان لابد من الانفصال». ورغم هذا الانفصال القسري بين بليغ ووردة حافظ الحب على جذوته بينهما ولكن. كما صادف بليغ حمدي حسن الحظ في بداية حياته صادفه سوء الحظ في نهايتها بعد قضيته الشهيرة المتمثلة في انتحار احدى الفتيات بإلقاء نفسها من شرفة منزله في ظروف اكتنفها الغموض... فكان أن اختار بليغ حمدي رغما عنه الهجرة الى باريس والتنقل بين عديد الدول الاوروبية الأخرى طيلة خمس سنوات... كانت سنوات العذاب والألم تدهورت جراءها حالته الصحية... كان طيف وردة لا يغادره في أي لحظة... وهو في منفاه الاختياري... وفي لحظة تجل فني أخذ بليغ حمدي ورقة وقلما ليكتب مطلع أغنية اختار «بودعك» عنوانا لها. أغنية أكملها الشاعر الغنائي منصور الشادي. «بودعك»... كانت آخر ألحانه لعشقه الفني والانساني الوحيد وردة. فقد بليغ وهو في منفاه الاختياري الأمل في عودة وردة إليه وثبوت براءته في قضية الفتاة المنتحرة... وهو في أقسى درجات الانهيار النفسي والصحي قرر العودة الى مصر لمواجهة مصيره... ولئن تم الحكم ببراءته في قضية الفتاة... فإن جرح انفصاله عن وردة ازداد غورا... ومع تقدم الأيام ازداد وضعه الصحي تدهورا فاختار مرة أخرى السفر الى باريس للعلاج. وهناك لفظ أنفاسه الاخيرة وتمزقت أوتار عوده الشجي الحزين لتكف عن العزف الى الأبد... وكان ذلك يوم 17 سبتمبر 1993، وعاد بليغ حمدي الى مصر محمولا على الأعناق ليدفن في ترابها في جنازة مهيبة بعد رحلة حياة مليئة بالإبداع الفني رغم قصرها. بودعك نص: بليغ حمدي + منصور الشادي ألحان: بليغ حمدي أداء -وردة الجزائرية **** بودعك وبودع الدنيا معك جرحتني قتلتني غفرت لك قسوتك بودعك من غير سلام ولا ملام ولا كلمة مني تجرحك أنا.. أنا.. أنا أجرحك بسم الآلام ارحل قوام حبي الكبير ح يحرسك في سكتك بودعك ودع مُحباً ودعك قبل الأوان بودعك كلمني مشتاق أسمعك من زمان بودعك بشوق ل لمسة من يدك لمسة وداع ما أبخلك بكرهك لا، بعشقك بعشقك بعشقك يا عمري راح وجه الرياح يا قلب دافي بعشرتك أنا رحلتك أنا.. أنا.. أنا رحلتك أنا أنا أنا رحلتك وأنا الزمان رغم الجراح حبي الكبير ح يحرسك بسكتك الله.. الله.. الله معك.. كتبت لك غنوه لك تفكرك بناري لك كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلاد غنوة لك تفكرك بموعدك وإستنناك أنا والليالي وإستنناك بشوق ولهفة لصوت خطاك إستنناك بخوف يساوي فرحة لقاك ويا ريتك جيت يا ريت ويا ريتك غلطت ليلتها وجيت أتاريك نسيت والكل أفتكره وأنت نسيت كتبتلك زي الليلة دي في يوم ميلادي غنوة لك تفكرك بموعدك أسمعك غنوتك سنة حلوة يا سعيد ودموعي في العيد وأنا عمري ما نسيت لك في الغربة عيد عجبتك قسوتك وبودعك بصمت مُر أنا ضيف ومَر عطشان سقيته محبتك ما أكرهك بودعك أنا اسمي صبر أنا رهن أمر .. أنا حب سهران يحرسك بسكتك تصدق بالله قول: لا إله إلا الله اليوم ده بكل أسى يناجيك وبت تمناه يرضيك كده منك لله تصدق بالله الجرح إلى ح أعيش وإياه بعد فراقك صعب أنساه والأصعب إني ألقى دواه عجبك كده منك الله أنا مسامحاك أيو مسامحاك يا أغلى ظالم أنا مسامحاك أنا مسامحاك والله مسامحاك ومهما يجري أنا كلي فداك والله مسامحاك ايواه مسامحاك وأنا وإلي باقي من عمري معاك بودعك يا جرحي لم يا اترك ألم يا شوق لروحي لرؤيتك بوعدك وفي قلبي حب لو تقسم ح يكفي لك في رحلتك وسكتك الله... الله... معك