لم تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية الجزئية في مدينة باردو بكل ما تحمله من رمزية 11 ٪ وهي ثاني انتخابات جزئية تسجّل فيها نسبة إقبال ضعيفة بل مخجلة بعد انتخابات فندق الجديد من ولاية سيدي بوزيد وهي لم تختلف كثيرا عن النسبة المتدنية للمشاركة في الانتخابات الرسمية البلدية قبل أكثر من عام التي كان الاقبال فيها محدودا لا يتماشى مع الآفاق التي فتحتها مرحلة ما بعد 14 جانفي 2011 من ثقافة المواطنة والمشاركة السياسية التي كان التونسيون يتطلعون إليها. إن ضعف المشاركة في الانتخابات يكشف حقيقتين الأولى أن مطالب التونسيين في الحراك الذي انتهى بإسقاط النظام السابق كان أساسا من أجل تغيير الواقع وتحسين ظروف العيش وتحقيق التنمية وفرص الشغل وهو ما لم يتحقّق بل العكس تماما هو ما حصل والحقيقة الثانية هي فشل الطبقة السياسية الجديدة في إقناع الشارع التونسي وفشل كل الحكومات المتعاقبة التي انبنت أساسا على قاعدة المحاصصة على تحقيق أي منجز اجتماعي أو اقتصادي للشعب التونسي وهو ما ولد حالة من اليأس والإحباط كانت حصيلتها هذا العزوف عن المشاركة في الانتخابات الذي يترجم حالة من الإحساس بلا معنى الديمقراطية والمشاركة السياسية. هذه الحالة إذا استمرت - وهذا الأقرب - ستكون حصيلتها فوز حركة النهضة بأغلبية مقاعد مجلس نواب الشعب بنسبة ضعيفة جدا من الأصوات وسيترتب عنه شرخ كبير بين الحكومة التي سيشكلها مجلس نواب الشعب والشارع التونسي الذي مل الشعارات والوعود ووجوه السياسيين الذين لم يقدموا له إلا الوهم . الديمقراطية في تونس تحتاج اليوم الى معجزة لإنقاذ مسارها !