اوساخ ، حشرات خطيرة وامراض معدية هذا ما يعانيه سكان سيدي حسين وحي هلال والملاسين وحي الزهور بسبب قربهم من «سبخة» السيجومي التي تمثل خطرا على حياتهم. تونس (الشروق) «الشروق» زارت بعض هذه الاحياء المحيطة بسبخة السيجومي بالعاصمة التي اصبحت تنتج امراضا معدية واوبئة خطيرة تهدد صحة الاهالي وحياتهم ... تقع «سبخة» السيجومي اوكما يطلق عليها عدد من اهالي هذه المنطقة بسكان «حوض السبخة» غرب تونس العاصمة وتمتد مساحتها حوالي 3 الاف هكتار من المياه الملوثة وتحيط ب 4 احياء شعبية كبرى وهم حي هلال والملاسين وحي الزهور وسيدي حسين السيجومي تجاوز عددهم نصف مليون ساكن وجدوا انفسهم يعيشون وسط الحشرات الخطيرة والمعدية والتي تتكاثر خاصة في فصل الصيف بالإضافة الى عيشهم بجانب الاوساخ الناتجة عن فضلات المصانع القريبة من المنطقة والتعفنات في نقل الأمراض الوبائية اليهم والى اطفالهم وانتشار العدوى والأمراض الفيروسية الخطيرة والامراض الجلدية والتنفسية الخطيرة وامراض اخرى تتسبب في امراض سرطانية وهوما حول حياتهم الى جحيم. صيحة فزع «الشروق» كان لها لقاء مع عدد من سكان المناطق المحيطة بسبخة «السيجومي» حيث اكد لنا صالح يبلغ من العمر 56 سنة ومن سكان منطقة السيجومي منذ اكثر من 10 سنوات ان سكان السبخة يعيشون كل سنة الخوف والرعب من فصل الصيف الذي تصاحبه عديد المشاكل التي تنغّص حياة المواطنين ومن ابرزها تكاثر الناموس والبعوض في الأودية وقرب مصبّات القمامة والروائح الخطيرة حيث يجدون اهالي المنطقة انفسهم امام خيارين فإما غلق الابواب والنوافذ وتحمل الحرارة المرتفعة وإما الهواء الطلق وتحمل الروائح الكريهة وغزوة الناموس والبعوض نحومنازلهم كما اطلقت نعيمة البالغة من العمر 61 سنة صيحة فزع وطالبت السلط المعنية بالنظر في وضعية سكان احياء السبخة وايجاد حل جذري للقضاء على الناموس وشن حملات نظافة للحد من معاناتهم اليومية مع الفضلات والحشرات الخطيرة حيث اكدت انها تعاني من مرض جلدي اصابها منذ ما يقارب 3 سنوات جراء لدغة من حشرة وقد انفقت مصاريف علاج تجاوزت 1500 دينار لكنها لم تمثل للشفاء ولم تجد علاجا فعالا فمع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تعود الالتهابات الى جسدها ، واثناء حديثنا مع نعيمة تدخلت فاطمة حيث اكدت ان الاحياء المحيطة بالسبخة اصبحت مرتعا للحشرات والزواحف مما تسبب في انتشار التلوث والامراض واعتبرت فاطمة ان عدم التزام السلط المسؤولة بتنظيفه وإيجاد الحلول اللازمة ونقل القمامة والتخلص من جثث الكلاب السائبة والقطط ساهم في انتشار الحشرات المعدية والروائح الكريهة التي تصيبنا احيانا بالاختناق على حد تعبيرها . من جانب آخر اكد عدد من السكان ان سبخة السيجومي اصبحت تمثل مصدر خوف ورعب للمتساكنين بالجهة والأحياء المحاذية لها وذلك بسبب انتشار جحافل الناموس والبعوض وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار التلوث حيث اكد لنا عدد من سكان سيدي حسين ان بعض المقاهي بالجهة اغلقت وباع عدد كبير من المتساكنين منازلهم بالإضافة الى اصابة العديد منهم بأمراض جلدية ووبائية وأمراض اخرى كالتهاب الكبد الفيروسي. الأمراض من جهة اخرى حذر مصدر بوزارة الصحة في تصريح ل«الشروق» من خطورة الوضع البيئي والصحي في «سبخة السيجومي» مؤكدا ان ارتفاع نسبة التلوث تسبب في انتشار أمراض وبائية لدى سكان المناطق المحاذية للسبخة نظرا لإلقاء فضلات منزلية وتعفنها بالإضافة الى وجود إفرازات خطيرة نتيجة مياه الصرف الصناعي التي تلقيه بعض المصانع في وادي مليان والذي يصب في سبخة السيجومي مما ادى الى اصابة السكان بعديد الأمراض الجلدية والحساسية والتي من الوارد ان تصل الى امراض خطيرة تهدد حياة المناطق والاحياء المحيطة بالسبخة. سبخة السيجومي مساحتها 3 الاف هكتار بحيرة مغلقة تستقبل مياه المجاري - تحيط بها 4 احياء شعبية وهوحي هلال والملاسين وحي الزهور والسيجومي - عدد سكان «حوض السبخة « اكثر من نصف مليون ساكن يعيش في السبخة 47 الف طائر مهاجر سنويا و28 ألفا من طيور النعام الوردي