مثلت ستينات القرن الماضي لحظة فارقة في مسيرة الفنان اللبناني الكبير وديع الصافي، فقد كان على موعد مع المطرب الخالد فريد الاطرش، في لحظة صفاء ابداعي، طربي اصيل... لم يخف فريد الاطرش الاعجاب بما يتوفر عليه وديع الصافي من خامات صوتية، صافية، قوية، شامخة كجبال لبنان... لقاء انتهى الى الاتفاق على اعداد لحن يقدمه وديع الصافي بصوته لحن في قيمة عطاء فريد للموسيقى العربية والتي ترجمها في العديد من الاعمال لأصوات عربية طربية في ذلك الوقت «يا دلع» للشحرورة صباح، يا واحشني ردي علي لمحرم فؤاد وغيرها من الالحان التي صاغها بكل حماس ابداعي فريد الاطرش وكان لابد من نص، فتم الاتصال بالشاعر اللبناني ميشال طعمة الذي قدم «على الله تعود»... بادر فريد الاطرش بإعداد اللحن الذي اخذ فيه بعين الاعتبار المساحات الصوتية للعملاق وديع وبرز هذا الاخير بشكل لافت عند اداء الاغنية لاول مرة، ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل كان ان بادر باضافة «سولو» على الة العود للملحن فريد الاطرش تكريما وتقديرا لهذا العطاء الابداعي الكبير في «على الله تعد». ويكشف وديع الصافي في اكثر من لقاء صحفي، قبل رحيله الى دار الخلد انه صاحب الموال في الاغنية التي تعد اللحن الوحيد لفريد الاطرش بصوت وديع الصافي. «على الله تعود» تأليف: ميشال طعمة ألحان: فريد الاطرش غناء: وديع الصافي على الله تعود على الله يا ضايع في ديار الله من بعدك أنت يا غالي ما لي أحباب غير الله يلي مرمرت زماني كانك بطلت تهواني يا أبو الأحباب لاقيني من بعد غياب هنيني حاجي من دموعي تسقيني نشفت دموعي اي والله على الله تعود بهجتنا والفراح وتغمر دارنا البسمة والفراح قضينا العمر ولف ضل وولف راح وضاع العمر هجران وغياب لو جاني يوم مرسالك وطمني يوم عن حالك لطرب الفؤاد كرمالك واسجد على أبواب الله