يبدو أن أيام الميليشيات المسلحة التي عاثت فسادا في العاصمة طرابلس، قد أصبحت معدودة مع اعلان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عن اطلاق هجوم كبير لحسم المعركة. طرابلس (وكالات) وبثت شعبة الإعلام الحربي التابعة «للجيش الليبي» تسجيلا مسموعا أعلنت فيه عن بدء هجوم واسع، قيل إن هدفه اقتحام العاصمة. وألقى اللواء صالح اعبودة رئيس غرفة العمليات المتقدمة بيانا موجها إلى جميع الوحدات العسكرية التابعة «للجيش الوطني»، حدد فيه التاسعة ساعة الصفر لانطلاق هجوم كبير تردد الحديث عنه في المدة الأخير، وصف بأنه حاسم. واستأنف الجيش الوطني الليبي، امس تقدمه في جميع محاور طرابلس حيث قصف سلاح الجو مواقع الميليشيات في العاصمة، تمهيدا لتقدم الوحدات البرية. وأفادت الأنباء بتقدم مستمر للجيش في جميع محاور طرابلس وخصوصا في عين زارة ووادي الربيع. وفي وقت سابق قرّر قائد «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر، تعيين اللواء المبروك الغزوي آمرا لمجموعة عمليات المنطقة الغربية خلفا للواء عبد السلام الحاسي. ويأتي هذا القرار في خضم معارك عنيفة يخوضها «الجيش الوطني الليبي» ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني (المعترف بها دوليا) ومقرها طرابلس العاصمة. وقد شغل الغزوي منصب حاكم منطقة سبها العسكرية وقبلها آمرا لمنطقة الكفرة، كما شغل منصب عميد بلدية الكفرة، وفقا لوسائل إعلام ليبية. وتوقّع الخبير السياسي الليبي رضوان الفيتوري صدور بيان حسم العملية العسكرية في طرابلس من قبل قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، وذلك خلال الساعات المقبلة بعد تحقيق أهداف العملية على مدار الأسابيع الماضية. وقال الفيتوري إن عملية طرابلس العسكرية هي عملية أمنية بالدرجة الأولى وشارفت على الانتهاء والآن في الساعات الأخيرة لتحرير العاصمة من قبضة الإرهاب والتطرف وسوف نشهد أخبارا متلاحقة خلال ساعات الحسم المقبلة. واضاف الخبير السياسي الليبي أن الجيش الوطني نفذ خطة حكيمة عبارة عن حرب استنزاف لهؤلاء الإرهابيين الذين يتخذون من الأحياء الشعبية والمدنيين دروعاً بشرية، وكانت خطة القيادة استدراجهم على أرض مفتوحة والآن استكملت هذه المرحلة بالكامل. وأشار الفيتوري إلى أن هناك تنسيقا بين القيادة العامة للقوات المسلحة وشباب طرابلس لضرورة التزام المدنيين بمنازلهم وهذا يدل على حرفية الجيش الوطني الليبي وحرصه على أهالي مدينة طرابلس، وقال «رأينا في الساعات السابقة انشقاقات لقادة كبار في المليشيات الإجرامية وهناك انهيار مفاجئ لمعظم المحاور، لأن ذخيرتهم العسكرية تم قصفها من قبل الطيران الليبي وهم الآن على وشك مواجهة الضربة القاضية». وبدأ الجيش الوطني الليبي حملة في الرابع من أفريل الماضي ليحاول انتزاع السيطرة على العاصمة الليبية من الميليشيات المسؤولة عن زعزعة الاستقرار في ليبيا، منذ سقوط معمر القذافي، في انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي عام 2011. وكانت ميليشيات طرابلس أعلنت، الشهر الماضي، استعادة السيطرة على مدينة غريان التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسة للجيش الوطني الليبي في معاركه جنوب العاصمة. واتهم اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش تركيا بدعم الميليشيات في السيطرة على غريان.