يبقى محمد عبد الوهاب عملاقا في مسيرة كل الفنانين الذين عاصروه وتعاملوا معه منهم عبد الحليم حافظ الذي التقى محمد عبد الوهاب اول مرة سنة 1951.بعد ان طالبه الجمهور بان يغني ألحانه.. ما ان سمعه عبد الوهاب حتى بادر بإعطائه ورقة نقدية.. اعتبر عبد الحليم ذلك إهانة له فغادر المكتب باكيا.. حتى جاء اليوم الذي اتصل به عبد الوهاب طالبا منه القدوم اليه ... غنى عبد الحليم لأول مرة اغنية كاملة وعبد الوهاب يستمع اليه باهتمام بحضور محمد الموجي ...ما ان انهى عبد الحليم الاغنية حتى بادره عبدالوهاب بالقول «...تعرف يا عبد الحليم.. انا بشوف فيك نفسي وانا صغير.. وانا قررت أنى ما اغنيش واي لحن حلو اعمله ح خليك تغنيه...» يقول عبد الحليم متحدثا عن عبد الوهاب «...ان هموم عبد الوهاب، لا يقولها أحد انه أبو الهموم، وهو انتقال من عصر التخت الى عصر الأوركسترا، وهو خلاصة هذا التطوير، وهذه الرحلة، يزعجه فيها ام المواهب كون بلا علم والعلم أحيانا يكون بلا موهبة والفنان يجب ان يحترم نفسه بالعلم.. يواصل عبد الحليم قائلا «...الرحلة مع عبد الوهاب عالم من المتعة العذبة انه من اخف الناس دما وعندم تساله يرد عليك ردا غير متوقع ,رد ذكي دائما ولامعه دائما ويقول النكتة كانه يلقى خبرا بسيطا يترك لك الضحك وحدك ويضحك معك .. ان عبد الوهاب جسر فني غاية الخطورة، انه يستفيد من حفيف الشجر ويجد فيه جملة موسيقية ويستفيد من مياه النهر ويدخل الأماكن التي فيها موسيقى.. يسمع ويسمع ويسمع، ولو كان هناك احد بينه وبين عبدالوهاب خلاف فان عبدالوهاب يعترف بالفن الجيد». عبد الوهاب والإلهام يعيش محمد عبد الوهاب الفنان تحت وطأة الالهام الذي يأتيه في أي مكان بفكرة وجملة موسيقية فيسرع الى تسجيلها وقد لا يكون معه قلم ولاورقة فيكتب يقلم الحواجب ...والإيمان بالوحي لا ينفي ان ينادي عليه ويطلبه في الوقت الذي يريده. وكل انسان فنان يجلس ويتأمل ويغمس روحه فيفي عمله فانه بلا شك يصل الى الكثير مما لوترك نفسه ينتظر ساعات الوحي التي قد تظل شهورا دون ان تواتيه او تنزل عليه. فكل فنان –وفق عبد الوهاب-محتاج الى تنظيمك حياته وترتيب ساعات انتاجه ليتمكن دائما من مواصلة العمل وعدم التوقف فالفن إحساس وعقل معا، وقد اعتاد محمد عبدالوهاب في الوقت بين الثانية عشرة والثانية صباحا ان يراجع أفكاره التي سبق ان سجلها فاحيانا يكون متحمسا لفكرة ونغمة ويسجلها. (يتبع)