يتواصل مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية الى يوم الجمعة 26 جويلية بعد افتتاحه يوم 16 جويلية الجاري بمشاركة عديد الفنانين القادمين الى مدينة الألوان من مختلف أنحاء العالم. المحرس الشروق: كانت فكرة صغيرة راودت الفنان يوسف الرقيق أواخر ثمانينات القرن الماضي ، كانوا ثلاثة في مكتب اتٌحاد الفنانين التشكيليين محمد صمٌود من قليبية وامحمد مطيمط من جرجيس ويوسف الرقيق من المحرس. اتفق ثلاثتهم في الهيئة المديرة للاتحاد على تأسيس ثلاث مهرجانات للفنون التشكيلية وكانت أوٌل تجربة للخروج بالفن التشكيلي خارج الفضاء المغلق وفي إطار مهرجانات رسمية ترعاه الدولة وانطلقت التجربة في المحرسوقليبية ثم وفي وقت متأخر بأكثر من عشر سنوات انطلق المرحوم امحمد مطيمط في جرجيس لكن توقٌفت تجربة جرجيسوقليبية للأسف واستمر المحرس الدولي وتأسست فيما بعد مهرجانات أخرى في أكثر من مدينة. متحف مفتوح تبدو اليوم مدينة المحرس وهي تعيش على إيقاع مهرجانها الدولي كأنها متحف للفنون ، جداريات أعمال نحتية لرسامين من تونس ومن العالم على شاطىء المدينة الصغيرة حتى يشعر من يزورها وكأنٌه يتجوٌل في متحف مفتوح تم انجازه على مدى أكثر من ثلاثين عاما فمهرجان المحرس أصبح منذ سنوات نافذة على الأبداع التشكيلي في مختلف محامله والمرور به أصبح كأنه بطاقة زيارة لابد منها في رصيد كل فنان. خلال هذه الدورة يتوزع الفنانون على ورشات النحت في الحديد والخشب والحجارة من عيسى الحمروني الى محسن الجليطي وحمٌادي بن نيٌة ويامن العبدلي ....الى ورشات الأطفال واليافعين الى جداريات الشارع مع علي البرقاوي وفورنيكا من أسبانيا ونبيل علي من العراق وسفيان بن عبداللٌه ووسيم شوكو ... وأهمية مهرجان المحرس للفنون التشكيلية هو ما يوفره من فرص اللقاء للفنانين فتتحول المدينة الصغيرة على ضفاف المتوسط الى ورشة ألوان وابداع مفتوحة ولم يغب الجانب الفكري ولا الشعري ولا الموسيقي عن المهرجان من خلال منابر تعنى بقضايا الفن والابداع بعيدا عن الصرامة الأكاديمية. دور المواطن والبلدية خصٌت الهيئة المديرة لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية في هذه الدورة الأعمال النحتية والجداريات بتعهد خاص من أجل الحفاظ عليها ولكن للأسف مازالت حديقة الفنون التي تحتضن معظم هذه الأعمال على شاطئ المحرس تعاني من الكثير من النقائص وهذا دور البلدية أولا ودور الجمعيات والمواطن. فهذه الأعمال إضافة الى دورها في جمالية المدينة تمثٌل ثروة رمزية لا تقدر بثمن ولابد من مشاركة جمعيات المحرس وكذلك المواطنون في تعهد حديقة الفنون بحملات النظافة والحفاظ على المقاعد والأشجار والأعمال الفنية ولابد من التفكير في تصميم جديد يحول حديقة الفنون الى متحف مفتوح بإعتماد سينوغرافيا تمنح الفضاء طابعا جماليا مميزا ويمكن أن تتحوٌل حديقة الفنون الى معلم سياحي على الكثير من مدن العالم ولكن هذا يحتاج الى وعي مواطني أولا وعمل بلدي مستمر ودائم ثانيا.