موت الرئيس تحول الى درس لكل العالم... كل العالم كان ينتطر أن يحدث أمر ما في تونس وهي تعلن عن وفاة رئيسها. لكن الأمر هذه المرة جعل من تونس مرة أخرى هي الاستثناء في محيطها العربي التعيس والبائس. حين كانت الإذاعات التونسية وكل وسائل الإعلام تعلن عن وفاة رئيس الجمهورية كانت الحياة في تونس تتواصل وتستمر بشكل عادي رغم الحزن الذي خيم عليها. مع إعلان وفاة الرئيس واصلت كل الوزارات والإدارات عملها. وظلت المتاجر مفتوحة والمقاهي ممتلئة بالناس والشواطئ في كل مكان مليئة بالمصطافين. فلاشئ تغير عند الإعلان عن وفاة الرئيس مما جعل تونس تكون الاستثناء الجميل مرة أخرى. وعلى عكس ما يحدث في بلدان عربية أخرى اقتصر دورها التاريخي على نشر الخراب وتمويل المجموعات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف فإن تونس قدمت درسا جديدا للعالم... فبعد ساعات قليلة من وفاة الرئيس انتقلت السلطةالى الرئيس الجديد المؤقت. وتم بشكل فوري الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية في سابقة لم تسجل من قبل في المحيط العربي والإسلامي. اليوم ثبت فعلا أن في تونس مؤسسات ورجال دولة يحرصون على تطبيق القانون والدستور. وتأكد ان الشعب التونسي الذي عانى كثيرا في السنوات الماضية من خلافات وصراعات ومعارك السياسيين هو أكثر وعيا ونضجا من نخبته لذلك يحتاج التونسيون في المدة القادمة الى سياسيين أكثر وعيا بالمسؤولية. على كل السياسيين الذين يستعدون للترشح للبرلمان القادم أن يدركوا أنهم أمام شعب عظيم قادر على أن يحاسبهم، شعب أعطى للعالم درسا كبيرا في احترام القانون واحترام المؤسسات الدستورية. الكثير من السياسيين أخطؤوا في حق الشعب وتنكروا للوعود التي قدموها للشعب وللناخبين. لكن تونس بحاجة اليوم الى سياسيين صادقين قادرين على تحقيق النجاح وإنقاذ الوطن. مات الرئيس فقدمت تونس درسا في الوفاء لقادتها وأيضا درسا في احترام الدستور والقانون.