استيقظ العالم صباح 31 أوت 1997 على حدث مؤلم... حزين... حدث مازال الى اليوم محورا رئيسيا في كل التعاليق والتحليلات والتخمينات... حدث فتح المجال واسعا للتأويلات... من وراء هذا الذي حدث؟ ولماذا؟ وكيف؟ إنه حدث النهاية المأساوية لديانا الأميرة الأنيقة صاحبة الابتسامة التي لا تكاد تفارقها لحظة... ديانا ما كان أحد يتوقع رحيلها في غفلة من الزمن... رحيل فاجأ العالم كله وخلّف لوعة وألما في قلوب الملايين من الناس الذين أحبّوا ديانا دون أن يلتقوها أو يتحدثوا إليها عن قرب... ديانا هي اللطف والود والحب والجمال والحياة في أبهى وأجل مظاهرها. اختارت ديانا وهي صاحبة السلطة الملكية الانتصار لحريتها... كانت مرشحة لاعتلاء عرش بريطانيا عندما يتسلم زوجها الملك وكانت مطالبة ومفروضا عليها احترام نواميس القصر والالتزام بتقاليده وأحكامه وبرنامجه. نواميس وتقاليد لم تكن قادرة بل لم يكن في مقدورها الالتزام بها... إنه سجن لا تحتمله وهي ذات الروح التواقة الى الحرية والانعتاق... هي ولدت لتكون طائرا يحلق في الأفق الرحب بكل حرية كما شاء في أي وقت شاء. عملت جهدا على التجديد في حياتها لكسر الروتين فبادرت بإعلان التمرّد على الطقوس الملكية التي أثارت غضب القصر وأصرّت على اختياراتها فكان أن شدّت الأنظار في أرجاء العالم من خلال تجوالها بين بؤر الفقر في الدول زارعة وناثرة بذور الأمل والحياة ومقاومة الجهل والاحتياج وأعلنت مقاومة الألغام الأرضية التي قتلت الأطفال. هي حياة جديدة كان ثمنها الطلاق التي كانت سعيدة به... وكان اليوم الذي ظهر فيه عماد الفايد المصري الثري... اقترب منها ليكسب ودّها في المرحلة الأولى ثم حبّها في مرحلة ثانية. حبّ لم يستسغه القصر... وفي المقابل باركه الجميع... حتى كان يوم 31 أوت 1997 عندما استيقظ العالم على نهاية مؤلمة مأساوية للأميرة ديانا ماتت ديانا... ومات عماد في حادث مرور... موت انتهت معه قصة كان يمكن أن تكون أسطورية في جمالها... أسطورية في روعتها... أسطورية في قوتها... في عنفها... في التحدي الذي ظهرت عليه... ماتت ديانا ومات عماد لكن قصتهما الأسطورية لن تنمحي من الذاكرة... لن تنتهي.