: تم اليوم افتتاح مركز تفاعلي جديد مخصص لتثمين التراث الثقافي لجنوب تونس والمعارف التقليدية في التكيف مع المناخ، وذلك في منطقة شنني بولاية تطاوين، من قبل السفير البريطاني في السفير البريطاني في تونس، السيد رادي دراموند، ومديرة المجلس الثقافي البريطاني في تونس، السيدة جيل كوتس، إلى جانب ممثلين رسميين عن المعهد الوطني للتراث. يمثل مركز الترويج للتراث في تطاوين تحولًا كبيرًا للمنطقة. فبعد أن كان مجموعة من المخازن المهجورة، تم تحويل الموقع إلى فضاء ثقافي واقتصادي نابض بالحياة، يحتفي بالمعارف التقليدية ويفتح آفاقًا جديدة للفرص المستقبلية. ويأتي هذا المشروع في إطار شراكة موسعة بين المملكة المتحدةوتونس تهدف إلى حماية وتعزيز التراث الثقافي، حيث تعاونت جامعة دورهام والمعهد الوطني للتراث مع سكان شنني لترميم الموقع وإبراز تقنيات مستدامة في البناء وإدارة المياه، مستمدة من قرون من الممارسات المحلية. ومن خلال المزج بين التقاليد وطرق الحفظ الحديثة، يُظهر المشروع كيف يمكن للتراث الثقافي أن يكون محركًا للتنمية المستدامة والتماسك الاجتماعي. يتم تمويل هذا المشروع من قبل صندوق حماية التراث الثقافي الذي يديره المجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع وزارة الثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة، ويُعد جزءًا من برنامج المساعدات الإنمائية الرسمية للحكومة البريطانية. ويعكس هذا المشروع التزام المملكة المتحدة بحماية التراث المهدد بسبب تغير المناخ والصراعات، كما يساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والمرونة الاقتصادية على المدى الطويل. يركز المركز بشكل خاص على تمكين المرأة ومشاركة الشباب، من خلال ورشات حرفية تقودها نساء، ومقهى مجتمعي، ومساحة عمل مشتركة مزودة بخدمة الإنترنت لفائدة الشباب. وتهدف هذه المرافق إلى خلق فرص عمل في مجالات الثقافة والسياحة والصناعات الإبداعية، مع تزويد الحرفيين المحليين بالأدوات اللازمة للحفاظ على الحرف التقليدية وتطويرها. كما ساهمت المبادرة في تدريب علماء آثار ومهندسين معماريين ومختصين في الترميم من أبناء المنطقة على تقنيات حفظ التراث، لضمان بقاء المهارات اللازمة لصيانة وحماية الموقع داخل المجتمع المحلي. وفي كلمته خلال الافتتاح، قال السفير رادي دراموند: يمثل هذا المشروع قوة التراث في ربط الناس وخلق الفرص. مركز شنني ليس مجرد معلم ثقافي، بل هو مثال حي على صمود المجتمع والشراكة. إنه يجمع بين التراث التونسي، وإبداع النساء، والسياحة المستدامة، ويُظهر كيف يمكن للعمل المحلي أن يُحدث تأثيرًا عالميًا. وعلّقت السيدة جيل كوتس، مديرة المجلس الثقافي البريطاني في تونس، على أهمية المشروع قائلة: إنها لحظة فخر كبيرة أن نشهد افتتاح أول مركز رقمي تفاعلي في تونس، فضاء يحتفي بتراث البلاد ويمنح المجتمعات المحلية القدرة على رسم مستقبلها. بدعم من صندوق حماية التراث الثقافي، لا يقتصر دور مركز شنني على حفظ الماضي، بل يفتح آفاقًا جديدة للتعليم والإبداع والفرص. ومع اقتراب انعقاد مؤتمر COP30، يُعد هذا المركز مثالًا ملموسًا على كيفية مساهمة المعارف التقليدية والعمل المجتمعي في التكيف المناخي والتنمية المستدامة.