من غير المُستبعد أن يشهد ملف المدرب الوطني تطوّرات مُثيرة ويُفرز نتائج خطيرة خاصّة إذا اختار "ألان جيراس" أن يسلك طريق التصعيد بدل أن يعترف ب"إفلاسه" ويرمي المنديل حِفظا لماء الوجه. وتؤكد المعلومات القادمة من محيط الجامعة التونسية لكرة القدم أن "المَخاوف" تتزايد والشكوك تتفاقم حول امكانية رفض "جيراس" لمبدأ الاستقالة الشيء الذي قد يدفع أصحاب القرار إلى فسخ العقد من جانب واحد. وفي هذه الحالة سيكون بوسع المدرب "المعزول" اللّجوء إلى "الفيفا" ليلعب دور "الضحية" ويُدرج إنهاء العلاقة التعاقدية في خانة "الطّرد التعسّفي". سيناريو «كاسبرجاك» في البال تُؤكد عدة مُعطيات أن الجامعة تسعى جاهدة للتخلّص من "كَابوس" "جيراس" ب"الطّرق السِّلمية" والأساليب الودية لكن تَعنّت الرّجل قد يُجبر قادة الجامعة على فسخ العقد من جانب واحد. وقد يستغل "جيراس" هذا الأمر لتدويل القضية والحُصول على غرامات مالية تُعادل الجِرايات التي تَهمّ الأشهر المُتبقيّة في العقد. ومن المعروف "جيراس" مُرتبط مع الجامعة بعقد ينتهي في جوان 2020 ويتقاضى المدرب الفرنسي راتبا شهريا يُقدّر بحوالي 80 مليونا ما يعني أنّه سيلهف قُرابة 900 مليون (رواتب 11 شهرا). وإذا لجأ "جيراس" إلى القضاء فإنه يكون قد نسج على منوال مدرّبنا السّابق الفرنسي - البولوني "هنري كَاسبرجاك" الذي تحصّل على حكم يقضي بتمكينه من تعويضات تُقدّر بمليارين (ولوأن "كاسبرجاك" تعرّض فِعلا إلى التعسّف على عكس "جيراس"). هفوة الجامعة هل أخطأت الجامعة لحظة التوقيع على العقد الذي يربطها ب"جيراس"؟ هذا السؤال يطرحه الكثيرون خاصة أن الجامعة اشترطت على المدرب الفرنسي بلوغ المربع الذهبي لكأس افريقيا بدل أن تجعل سقف الطموحات أرفع وأكبر حتى لا تُورّط نفسها. ويبدو أن "جيراس" استغل هذه النقطة ليُوهم الناس ويكذب على نفسه بأنه نجح في تحقيق الأهداف المنشودة في حين أن كل من شاهد المنتخب في ال"كان" يقول منذ الوهلة الأولى إن الرجل "عبث" بالفريق وأساء إلى صورة المدرب الوطني من خلال الحملة التي قام بها السيد "جيراس" لجمع أقمصة النجوم الافريقية. ومن الواضح أن الجامعة في موقف لا يُحسد عليه. فهي من جهة تريد التخلص من الحِمل الثقيل المُسمّى "جيراس" ومن جهة ثانية تعوزها "الحِيل" والجرأة لعزله بصفة فورية. وتعرف الجامعة أنها ستظهر في صورة "المُغفّل" لوأنها طردت "جيراس" ودفعت له تعويضات ب 900 مليون أويزيد بعد أن كانت قد فعلت الأمر نفسه مع "كاسبرجاك" (وبدرجة أٌقل مع البنزرتي الذي اشتكى بدوره الجريء ليحصل على مستحقاته ويتبرّع بها للمنظّمات الخيرية على حسب تعبيره). ولاشك أيضا في أن اللجنة القانونية لجامعتنا المُوقّرة ماتت خجلا من وقوعها "الفِخاخ" التي نصبها لها "جيراس". والغريب أن من يستمع إلى أساتذة الجامعة في البلاتوهات التلفزية يشعر أنهم عباقرة زمانهم كما يحصل مثلا مع عاشق الأضواء ومَلك المُغالطات حامد المغربي. مُرشّحون في انتظار إنهاء مُسلسل "جيراس" من خلال عزله أوتَثبيته رغم أنف الجميع نُشير إلى أن قائمة المُرشّحين "الافتراضيين" لخلافته تضمّ عدة أسماء تونسية مثل سامي الطرابلسي الذي يحظى بالإجماع والمنذر كبيّر ونبيل معلول...وغيرهم. أمّا بخصوص المساعدين فإن فريد بن بلقاسم وأنيس البوسعيدي غادرا الفريق الأوّل ليعودا إلى مَهَمّتهما الأصلية على رأس المنتخب الأولمبي. وأمّا ماهر الكنزاري فإنه ثابت في مكانه بحجّة أنه ابن الإدارة الفنية التي ستقدّم تقريرها عن مُشاركتنا في ال"كان". ويعرف القاصي والداني أن هذه التقارير شكلية بحكم أن القرار الأوّل والأخير بيد الرئيس وديع الجريء. ومن يعتقد العكس فإنه يعيش في بلد آخر غير تونس. وما يهمّنا في كلّ هذا أن تتّضح الرؤية بخصوص مستقبل المنتخب الذي يبقى فوق الجميع.