من الواضح أن فك الارتباط مع «ألان جيراس» مسألة وقت خاصّة أن علاقته مهزوزة مع الجميع كما أن صورته أصبحت في الحضيض بفعل أخطائه الفنية وتصرّفاته الغريبة. وتؤكد المعلومات القادمة من الجامعة أن المسؤولين يعتبرون أن «جيراس» قاد المنتخب إلى المربع الذهبي لكأس افريقيا لكن هذا المكسب المُتواضع لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يحجب الهفوات المُرتكبة والتي ساهمت في إفساد الأجواء وإهدار فرصة ذهبية للمُراهنة على اللّقب. هل يَقبل «جيراس» بالحلول الودية؟ هُناك قناعة راسخة بأن بقاء «جيراس» أصبح من المستحيلات السبعة. ومن هذا المنطلق تبحث الجامعة عن الحل الأمثل لإنهاء العلاقة التعاقدية مع مدرب المنتخب. ومن المنتظر أن تقترح الجامعة على «جيراس» وضع حدّ لتجربته بصفة ودية خاصّة أن عقده يتواصل إلى جوان 2020. ولا نعرف طبعا إن كان «جيراس» سيقبل بالرحيل بالطُرق الودية كما حصل مع البلجيكي «جورج ليكنز» أم أنه سيختار التصعيد ويلجأ إلى القضاء ليُطالب بالتعويضات في سيناريو مُشابه لما قام به الفرنسي - البولوني «هنري كاسبرجاك». ترشيحات في انتظار أن تتخلّص الجامعة من كابوس «جيراس»، وقع تداول عدة أسماء لخِلافته ومن الملاحظ أن قائمة المُرشحين تقتصر على الأسماء المحلية خاصّة بعد أن ساد الاعتقاد بأن الحلّ يكمن في المُراهنة على ابن البلد إتّباعا للتجارب الناجحة للمدربين المحليين في ال»كَان» (جمال بلماضي مع الجزائر و»آليو سيسي» مع السينغال). وتضمّ اللائحة المُوسّعة للمرشحين عدة أسماء تونسية مثل سامي الطرابلسي والمنذر كبيّر ونبيل معلول. وتختلف طبعا الآراء حول المرشحين «الافتراضيين» لخلافة «جيراس». ومن الواضح أن البعض يُظهر تحمّسا كبيرا لإعادة التجربة مع سامي الطربلسي الفائز مع المنتخب بلقب «الشان» في 2011. هذا قبل أن يغادر تونس ويترك بصمة واضحة في مسيرة «السيلية» القطري المتأهل لدوري أبطال آسيا للمرّة الأولى في تاريخه. ولئن يحظى الطرابلسي بدعم الكثيرين فإن معلول مرفوض من عدة جهات خاصّة في ظل التجاوزات والهزائم المُدوية التي عرفها المنتخب في عهده ونستحضر منها على سبيل الذّكر لا الحصر التربّص المثير للجدل في قطر والهزيمة المذلّة على يد بلجيكا في المونديال فضلا عن اتّهامه بفسح المجال ل»السّماسرة» للتواجد في معسكر الفريق الوطني. ولا ننسى كذلك كذبة الدور ربع النهائي في كأس العالم وفضيحة «صلاة الاستخارة» التي قال إنه سيقوم بها لتحديد مُستقبله مع المنتخب. وفي سياق متّصل بمعلول نشير إلى أن الرجل شنّ حملة كبيرة على «جيراس» ليُظهر للرأي العام بأن منتخبنا «ضاع» منذ «هروبه» نحو «الدحيل» القطري بموافقة الجريء. ويحاول معلول في الفترة الحالية استغلال «ماكينته» الإعلامية وأبواقه الدعائية ليقدّم نفسه في ثوب «المُنقذ». أمّا بالنسبة إلى المنذر كبيّر فهو يتمتّع بالكفاءة و»الحكمة» غير أنّنا لا نعرف إن كان يصلح لقيادة المنتخب الذي يحتاج إلى مدرب صاحب شخصية قوية وقادر على فرض نفسه على النجوم وفي حضرة رئيس الجامعة الذي يريد مدربا «مُطيعا» ولا يعرف كلمة «لا» حتى وإن اقتحم الرئيس حجرات الملابس ليقدّم التعليمات ويحدّد التشكيلة المُراهن عليها.