أجرت «فرقة غزة» في جيش الاحتلال أضخم تدريب لها منذ حرب 2014، حيث شارك في المناورة ثماني غرف عمليات على مستوى اللواء، بالإضافة لجنود الاحتياط، ومشاركة سلاح الجو وسلاح البحر. القدسالمحتلة (وكالات) وتدرب جنود «لواء جولاني» المسؤول الحالي عن مواجهة قطاع غزة، في إطار المناورة على عدة سيناريوهات من أهمها محاكاة احتلال المدن، لكن وبعد أقل من 24 ساعة من التدريب، قام شاب فلسطيني بمفرده، وببندقية وحيدة، وبضع قنابل، باختراق الحدود، واشتبك مع قوة من «لواء جولاني»، وأصاب ضابط وجنديين، وهو دليل وبرهان مادي على فشل التدريبات، لكن دلالات وتأثيرات العملية لن تقف عند هذا الحد. وكان أفيف كوخافي رئيس أركان جيش الاحتلال قد سعى لإقناع المواطن الصهيوني أن الجيش مازال يمثل العمود الفقري للوحدة الصهيونية داخل «إسرائيل» في ظل الانقسامات السياسية في أجواء الحملة الانتخابية، من خلال إثبات قدرة المؤسسة العسكرية على توفير الأمن للمستوطن الصهيوني، لذلك ترافق التدريب مع تصريحات نارية من قبل كوخافي عن جهوزية قواته لأي معركة وعلى أي جبهة. وللتأكيد على الجهوزية العامة أطلق اسم «الفصول الأربعة» على المناورة، لكن العملية أثبتت فشل العمل الاستخباراتي والأمني للأجهزة الأمنية الصهيونية، الركيزة الأساسية لمنظومة «الانذار المبكر» للجيش، خاصة في حربها مع المقاومة الفلسطينية في مساحة صغيرة ومكتظّة بالسكان كقطاع غزة. فرغم كل طائرات الاستطلاع ومنظومات التجسس الالكتروني والبرمجيات السايبرية المتطورة لم تكتشف منفذ العملية بالتوقيت الذي يمنع تنفيذها، وحتى بعد اكتشافه لم يتم التعامل معه بالطريقة العسكرية الصحيحة. وسار الناطق باسم جيش الاحتلال سارع بالقول «إن منفذ العملية نفّذها من دوافع شخصية ولا يقف وراءها تنظيم فلسطيني» كدلالة سياسية على احتواء الموقف، و عدم الرغبة الإسرائيلية في تدحرج الأوضاع لمواجهة مفتوحة مع غزة. ورغم أن دافع منفذ العملية الثأر الشخصي على قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي لأخيه أثناء مشاركته في «مسيرات العودة»، بالإضافة إلى عدم تبني أي تنظيم فلسطيني للعملية، إلا أن هذه العملية الفردية قد تؤسس لمرحلة من «المقاومة الفردية» على غرار العمل الفدائي الفردي في الضفة الغربية، الذي ما زالت سلطات الاحتلال عاجزة عن القضاء عليه، وتضيف لغزة أسلوباً جديداً في آليات الصراع مع -دولة الاحتلال.