أثار قرار المحكمة الرياضية الدولية «تاس» بخصوص ملف نهائي رابطة الابطال الافريقية بين الترجي والوداد، جدلا واسعا في الاوساط الرياضية بصفة عامة وجماهير الترجي الرياضي بصفة خاصة. فالهيكل القانوني الدولي الغى قرار لجنة الطوارئ الذي اتخذه الملغاشي احمد احمد في باريس يوم 5 جوان الفارط واعاد الملف الى الهياكل المختصة للنظر فيه واتخاذ القرار النهائي قبل المصادقة عليه من قبل ال»تاس». فماهي تبعات قرار ال»تاس» ؟ وما السيناريوهات القانونية الممكنة في هذا الشأن؟ وهل ستتصرف اللجان المختصة بعيدا عن تأثيرات أحمد أحمد؟ وماهو موعد البت النهائي في هذا الملف الذي بات شبيها بمسلسل مكسيكي طويل الحلقات؟ «الشروق» التقت الاستاذ أنيس بن ميم الخبير في القانون الرياضي الدولي لايجاد أجوبة عن كل هذه الاسئلة التي تخامر اذهان الترجيين. في البداية كيف تقرأ قرار هيئة التحكيم الرياضي الدولي «تاس» وماهي نقائصه بما ان عديد رجال القانون أكدوا ان القرار كان منقوصا؟ المحكمة الرياضية الدولية «تاس» اقتصر حكمها على الغاء قرار اعادة المباراة الذي اتخذه المكتب التنفيذي لل»كاف» في باريس يوم 5 جوان 2019 فقد اعتبرته غير قانوني بما انه صادر عن لجنة غير مختصة، كما ان المحكمة الدولية كان بالإمكان ان تنقض القرار وتقرّ بإنسحاب الوداد وعليه فإن الترجي الرياضي يكون الفائز ويتوّج بطلا مع الرجوع الى اللجنة التاديبية او ما يعرف بلجنة الانضباط لإتخاذ العقوبات التاديبية اللازمة حسب ما يضبطه القانون الدولي. ال»تاس» اقرّت ضمنيا بان الترجي بطل لكنها ارادت ان تجعل الاتحاد الافريقي هو الذي يعلن عن هذا القرار. اذا ماهي السيناريوهات المطروحة حاليا بعد عودة الملف الى اللجان المختصّة؟ المحكمة الرياضية الدولية الغت قرار اللجنة التنفيذية لعدم مشروعيتها في اتخاذ القرارات ورفضت كل الطعون الخاصة بالفريق المغربي مع قبول طعون الترجي الرياضي وهو ما يعني آليا ان الملف مازال تحت اشرافها. الملف الآن سيكون تحت اشراف لجنة التأديب التي ستعيد النظر في الملف من كل جوانيه لكن حسب قناعاتي وحسب اطلاعي على كواليس جلسة الاستماع والمرافعات فإن الحكم سيكون لصالح الترجي الرياضي بما ان تقارير الحكم والمراقب أكدت انسحاب الوداد احتجاج على تقنية الفار ولم تتطرّق ابدا الى الاسباب الامنية كما ادعى مسؤولو الوداد. كما ان تقرير الحكم الغامبي باكاري غاساما حسب علمي أكد على انه اوقف المباراة بعد انسحاب الوداد وتشبثه بعدم العودة للعب متعللا بغياب تقنية الفار. هناك بعض التخوّف من التأثيرات الجانبية للملغاشي احمد أحمد او نائبه المغربي فوزي لقجع في قرار لجنة الانضباط، كرجل قانون هل تعتقد ان الاعيب رئيس الاتحاد الافريقي قد تتواصل؟ رئيس الاتحاد الافريقي أحمد أحمد تلقى «صفعة كبرى» من ال»تاس» في مناسبة أولى، كما ان ال»كاف» اليوم بات تحت «وصاية» ال»فيفا» بعد تعيين السنيغالية فاطمة سامورا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لمراقبة سير الاعمال والتدقيق في بعض الملفات صلب الاتحاد الافريقي وقد استلمت رسميا مهامها منذ غرة اوت الجاري. اضف الى ذلك استقلالية لجنة التأديب التي يترأسها الجنوب افريقي رايموند هاك والذي يملك سيرة ذاتية قد تكون الأضخم بين العاملين داخل مقر «كاف» وهو ما أعطى الرجل قوة كبيرة داخل الاتحاد لدرجة جعلت أحمد أحمد يؤكد أنه لا يستطيع التدخل في عمل اللجنة التأديبية ولا يعلم بالقرارات قبل خروجها. معطى آخر مهم للغاية ويخدم مصلحة فريق باب سويقة وهو ان ال»تاس» أكدت انها قبلت طعون الترجي التي تريد الاحتفاظ بلقبها واستعادة الميداليات ومنحة التتويج ، كل هذه العوامل تجعل رئيس ال»كاف» أحمد أحمد غير قادر على ممارسة ضغوطاته على قرارات اللجنة التي ستعلن حسب اعتقادي تتويج الترجي. وهل يمكن ان يحسم الملف قريبا؟ حسب ما لدي من معلومات مؤكدة فإن الحسم في الملف من قبل لجنة التأديب سيكون وسط الاسبوع القادم، أي يوم الاربعاء او على اقصى تقدير يوم الجمعة القادم. كما ان القرار الذي سيصدر على اللجنة المختصة يجب ان تصادق عليه المحكمة الرياضية الدولية. بعيدا عن ملف الترجي والوداد، ماهي تطورات ملف الملعب القابسي الذي تشرف عليه والذي يقر بسحب ثلاث نقاط من «الستيدة» بعد حكم الفيفا؟ ملف الملعب القابسي حسم نهائيا خاصة اننا تقدمنا بإلتماس للهيكل الدولي من اجل تغيير في الموقف فقط وليس اعتراضا على الحكم وذلك منذ 6 جوان الفارط، وبما ان الفيفا لم يردّ على هذا الالتماس فذلك يعني ان الحكم نهائي. كما ان الجامعة كانت قد تلقّت مراسلة من الفيفا تم توجيهها إلى الملعب القابسي بتاريخ 3 جوان يؤكد فيها الإتحاد الدولي لكرة القدم غلق الملف التأديبي للملعب القابسي بعد تقديم شهادة خلاص من النادي الكامروني بتاريخ 22 ماي 2019. ورغم ذلك فان الإتحاد الدولي لكرة القدم تمسك بضرورة تطبيق النقطتين 3 و4 من قرار لجنة التأديب والداعية إلى خصم 3 نقاط من رصيد الملعب القابسي لعدم إحترامه آجال الخلاص المشار إليها في القرار الصادر بتاريخ 18 مارس 2019. وماهي القضايا القانونية الرياضية الاخرى التي تتعهد بها في الوقت الراهن؟ هناك ايضا ملف اللاعب احمد العكايشي مع فريقه السابق اتحاد جدة بعد فسخ عقده من طرف واحد، هذا الملف مازال تحت انظار الاتحاد الدولي الذي سينصف العكايشي حتما بعد الدفوعات القانونية التي قدمناها والتي تثبت فسخ العقد من جانب واحد. كما ان مسؤولي الفريق السعودي اتصلوا في اكثر من مناسبة وطالبوا يتسوية الملف مع تسديد قيمة متقاربة من المبلغ المطلوب وهو ما يؤكد نجاحنا في هذا الملف. كما ان هناك ملف آخر يخص اللاعب مؤيد اللافي ضد الشباب السعودي وملف المدرب السابق للمريخ السوداني والذي قد يصل الامر فيه الى حرمان الفريق السوداني من المشاركة في المسابقة الافريقية اذا لم يتمّ حسم مستحقات هذا المدرب. قيل الكثير حول علاقتك بالعياشي العجرودي في ملف الملعب القابسي وخاصة على مستوى تلقيك أموالا من العجرودي رغم ان القضية لم تحسم لفائدة «الستيدة»؟ اريد ان أوضّح عديد النقاط حول هذا الموضوع والذي ألمني كثيرا بعد ما وقع تداوله من بعض احباء الملعب القابسي، فدفاعي عن الفريق في سويسرا كان بطلب من اصدقائي في الملعب القابسي ولم اتقاض أي مليم في هذا الملف ولم اتلق أي مبلغ مالي من العجرودي وانما ما قمت به كان مساعدة شخصية مني فقط. مثل هذا الكلام قيل ايضا حول علاقتك بقضايا الملعب التونسي فريقك الام خاصة بعد عقوبة الويكلو على اثر ايقاف لقاء «البقلاوة» والنجم الساحلي؟ عندما توفي والدي رحمة الله عليه اوصاني بأن لا اترك فريقي الأم الملعب التونسي، وانا اعمل الي اليوم بوصيته. مساعدتي للملعب التونسي ليست منة فذلك واجبي تجاه فريقي وما لا يعلمه البعض انني على اتصال يومي برئيس النادي الذي يستشيرني في كل القضايا الخاصة بالفريق والتي اقدم فيها رأيي او اتكفل بها قانونيا. كما ان مساعداتي المالية للملعب التونسي لا تنقطع والبعض ينسى سريعا انني تكفلت بكل مصاريف العملية الجراحية التي خضع لها اللاعب حمزة الهمامي. عملي صلب الملعب التونسي ومساعدتي القانونية او المالية اعتبرهما شرفا لي . يعتبرك البعض من المقربين من رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء، فماذا تقول حول هذا الموضوع؟ الجريء صديق حميم وصداقتنا ليس لها أي تأثير في الامور القانونية ولا يمكن ان ادين بنجاحي الا لله بدرجة أولى ثم والدي ووالدتي، وعلاقاتي الخارجية وسمعتي تمنحاني والحمد لله نجاحا اينما ذهبت دون الحاجة الى أي تدخل من أي طرف، وصداقاتي مع الجريء او رئيس الافريقي عبد السلام اليونسي او رئيس الترجي حمدي المدب او رئيس النجم شرف الدين لا يمكن ان تكون صداقات ربحيّة ولا يمكن ان اكون قد استفدت منها يوما في المسائل القانونية والقضايا التي اتكفل بها وانما هي علاقات صداقة فقط وكل ما يقال غير ذلك فهو مردود على اصحابه. من اكثر الفرق التونسية التي تعاني من الصعوبات المالية والقانونية خلال الموسمين الاخيرين هو النادي الافريقي، وهو ما جعل البعض من جماهيره يتهم الهيئة الحالية بالتقصير ؟ على العكس تماما، الهيئة الحالية للافريقي حققت نجاحا كبيرا على مستوى التعامل مع الملفات القانونية والديل ان كل العقوبات المالية تخص الفترة التي سبقتها و الفترة الحالية لم تشهد أي عقوبة ناتجة عن خطأ من الهيئة المباشرة. الافريقي يعاني من «تركة» قديمة لكنه عرف كيف يتعامل معها وفق الجدولة التي وضعها منذ البداية وسيقع رفع المنع من الانتدابات على الفريق يوم 18 ديسمبر القادم رسميا على ان يكون الفريق قادرا بداية من يوم 19 ديسمبر على القيام بالانتدابات.