أحبّك يا بلادي...من القصائد الغنائية المفعمة بالأحاسيس الانسانية النبيلة تجاه الوطن... قصيد الألق والمشاعر الوجدانية الصادقة. صاغه الشاعر الكبير الراحل جعفر ماجد أوائل تسعينات القرن الماضي وأعدّ كسوته اللحنية الطربية الملحن الشاب في تلك السنوات محمد الماجري... قصيد أكد من خلاله محمد الماجري أنه أمير القصيد الغنائي.. بعد ان كسب رهان التلحين ب«طير الحمام مجروح» أغنية ذات مضامين إنسانية عابقة بالشموخ.. مرّة ثانية يلتقي محمد الماجري بالفنانة أمينة فاخت من خلال قصيد وطني هندس له الاستاذ محمد رؤوف يعيش مدير الاذاعة الوطنية أوائل تسعينات القرن الماضي حيث يقول ل «الشروق»: «... ولد قصيد أحبّك يا بلادي سنة 1993 وقد كانت لي علاقة متينة بالراحل الشاعر الدكتور جعفر ماجد... علاقة مودّة وصفاء واحترام تتجاوز العلاقة بين منتج اذاعي ومدير للإذاعة الوطنية... في أحد اللقاءات معه طلبت منه إعداد قصيد وطني يتغنى بتونس، قصيد يكون استثنائيا خارجا عن الاطار التقليدي المتعارف عليه في الأغاني الوطنية.. وذكرت له أنني سأسند هذا القصيد الى ملحّن طموح عاشق للطرب الاصيل.. هو محمد الماجري الذي كسب رهان التلحين كواحد من أبرز الموسيقيين الملحنين في تونس من خلال أغنية «طير الحمام مجروح».. وأما الأداء فسيكون بصوت أمينة فاخت.. رحّب الشاعر الراحل جعفر ماجد بالمقترح.. وبعد مدة قدم لي القصيد الذي شدّني اليه ما تضمنه من صور شعرية استثنائية.. فكان أن بادرت بمهاتفة الملحن محمد الماجري الذي كان متواجدا في باريس لمواصلة دراسته الجامعية العليا بالسربون.. كان سعيدا بالقصيد الذي أرسلته إليه من مكتبي بواسطة «الفاكس».. حتى كان اليوم الذي فاجأني هذا الملحن الخلوق، الملتزم بالترقيم الموسيقي للقصيد الذي استجابت له أمينة فاخت وسجلته بصوتها تحت اشراف وتنفيذ الفرقة الموسيقية للإذاعة الوطنية بقيادة الراحل عبد الحميد بنعلجية وبحضور صاحب القصيد جعفر ماجد».. كسب قصيد «أحبّك يا بلادي»... رهان التميّز بثراء موسيقاه وأكدت ما يتوفّر عليه محمد الماجري من خيال ابداعي خصب ورغبة في التفرد على مستوى الابتكار اللحني.. رهان ليس في متناول أي كان.. لكن محمد الماجري كان في قمة العطاء الموسيقي.. صادقا في التعبير عن احاسيس الانسان تجاه الوطن. لتتواصل رحلة هذا المبدع بكل هدوء وتوق الى الأفضل وهو ما ترجمه في عديد الالحان التي جعلت منه رائدا بمفرداته اللحنية والنغمية الطافحة بالأمل وإرادة الانسان الحرّ. أحبّك يا بلادي نص: جعفر ماجد ألحان: محمد الماجري أداء: أمينة فاخت **** أحبّك لست أعرف ما أقول وهل يكفي الكلام ولو يطول فهذا الحبّ أكبر من حروفي وهذا الحبّ ليس له مثيل أحبّك يا بلادي غير أني أحبّ لست أعرف ما أقول أحبّك حيث ما سرّحت عيني وهزّ مشاعري الحسن الأصيل لأنك أصل ما يحلو لعيني وإن الفرع تغدوه الأصول أحبّك يا بلادي غير أني أحبّ لست أعرف ما أقول أحبّك في ابتسام الطفل يرنو لشمس ليس يدركها أفول وفجر من ربيع سوف يأتي ويبقى عندما تمضي الفصول أحبّك في جباه السمْر تنْدى فتخضرّ الروابي والحقول وأعلم أنني أعطي حياتي بلا منّ إذا ظنّ البخيل وأفدي فيك ما أبقى جدودي وما سيشيّده جيل وجيل وأعلم أنني أعطي حياتي بلا منّ إذا ظنّ البخيل ولكني أحسّ بأن حبي وإن فات المدى شيء قليل.