لئن رحّب الفنانون في تونس بعودة رفيقة دربهم أمينة فاخت إلى الساحة الغنائية من أوسع أبوابها هذه الصائفة فإنهم في المقابل عبروا عن الاستياء والامتعاض من تصريحها الأخير والتي همشت فيه دور الملحنين والشعراء ومساهمتهم الفعلية والايجابية في نحت مسيرتها الغنائية . يعيب الفنانون على أمينة فاخت تصريحها الذي أشارت فيه أن الملحنين الذين غنت ألحانهم قد «منحتهم الفرصة» (أعطيتهم فرصة) على حدّ تعبيرها للبروز وتحقيق الانتشار وهناك اجماع كبير من هؤلاء الفنانين على أن أمينة فاخت تنكّرت لمن مدّ لها يد النجاح الفني وهي لازالت في خطواتها الأولى وترانا للتاريخ نقف عند محطتين بارزتين في مسيرة أمينة فاخت الفنية مع الملحنين عبد الرحمان العيادي ومحمد الماجري دون أن ننسى سمير العقربي ثلاثي ساهم بشكل كبير في نحت شخصية أمينة فاخت الفنية. العيادي وذكرى ولما أنت فاهم خلال فترة الثمانينات مثل عبد الرحمان العيادي والشاعر الراحل حسونة قسومة والفنانة الخالدة ذكرى محمد ثلاثيا فنيا رائعا، منسجما من خلال عديد الروائع الغنائية، لمن يا هوى، إلى حضن أمي، حبيبي طمن فؤادي، وغيرها من الأغاني التي أعطاها عبد الرحمان العيادي من مهجته الابداعية الشيء الكثير.. وكانت في تلك الفترة أمينة فاخت تبحث عن مكان تحت شمس الابداع الفني في الوقت الذي كانت تستعد فيه الفرقة الوطنية للموسقى لإحياء حفل افتتاح المهرجان الدولي للمالوف بتستور.. وكان لا بدّ من أغنية جديدة لأمينة فاخت تقدمها في أول مشاركة لها في المهرجان الى جانب ذكرى محمد التي كانت على ذمتها أغنيتين جديدتين للملحن عبد الرحمان العيادي: حبيبي طمّن فؤادي، ولمّا أنت فاهم غاية مرادي... تحرك عبد الرحمان العيادي بمعية رفيق دربه حسونة قسومة حيث مقر سكنى ذكرى في وادي الليل واقترحا على ذكرى التنازل على احدى الأغنيتين لزميلتها الجديدة في الفرقة الوطنية للموسيقى أمينة فاخت وجاء قرار ذكرى بالتنازل على «لمّا أنت فاهم غاية مرادي» لفائدة أمينة... أغنية كانت درسا إبداعيا استثنائيا في التلحين الى حد ان الراحل محمد اللجمي عازف الناي بفرقة الاذاعة قال بشأنها هذه الأطلال بالتونسي». لقد مثلت «لما أنت فاهم غاية مرادي» نقطة انطلاق أمينة فاخت نحو المجد الفني وهي التي واصلت مع ألحان عبد الرحمان العيادي الذي يبقى مكتشفها الرئيسي والذي كانت وستبقى بصمته واضحة وجلية في صنع نجاحها الفني الاستثنائي. أحبّك... اللحن القادم من السربون بهدوء وبعيدا عن الاضواء قدم الملحن الدكتور محمد الماجري أولى ألحانه «طير الحمام مجروح» نص الشاعر حاتم القيزاني للفنانة أمينة فاخت لتؤكد من خلال هذه الأغنية انها تسير بخطى ثابتة على درب التأسيس لمسيرة غنائية متفردة عززت نجاحها بعد أغنية «لما أنت فاهم غاية مرادي». وطار محمد الماجري الى السربون لمواصلة دراسته عندما هاتفه محمد رؤوف يعيش مدير الإذاعة الوطنية في تلك الفترة مقترحا عليه تلحين قصيد يتغنى بتونس لفائدة الاذاعة وأرسل له عبر (الفاكس) نص القصيد للشاعر الراحل جعفر ماجد: أحبّك يا بلادي غير أني ... لست أعرف ما أقول اشتغل عليه محمد الماجري وهو في السربون ليرسل بعد ذلك لحن القصيد بنوتته الموسيقية وتم تسجيل هذا القصيد بصوت أمينة فاخت التي أبدعت فيه بشكل كبير ولافت. سلطان حبّك.. والعقربي وانضم سمير العقربي الى قائمة الملحنين لأمينة فاخت فكانت «سلطان حبّك» للشاعر الجليدي العويني قمة الاجاسيس الإنسانية والعواطف الجياشة والرومانسية الحالمة... والتي ساهمت بشكل كبير في نجاح واشعاع أمينة فاخت... اشعاع فني أعطته من «جنونها الابداعي» الكثير وهذا لا يعني البتة ان هؤلاء الملحنين وفرت لهم «فرصة النجاح» على رأي الفنانين في تونس الذين رأوا في ذلك جحودا من أمينة فاخت!!؟؟