السرس (الشروق) احتضنت قاعة الأفراح « نجمة « أول عرض موسيقي لمجموعة «أحلام المدينة» وذلك في إطار الدورة السابعة والعشرين لمهرجان «أبو جعفر الأربصي» بتنظيم من جمعية «سيراس للمهرجان الصيفي». المواعيد بدت مختلة منذ بداية العرض فبعد أن تم الإعلام رسميا بأن انطلاق العرض سيكون على الساعة التاسعة مساء ولما تبين عدم حضور الجمهور في الوقت تم تأجيل إشارة انطلاق العزف إلى الساعة العاشرة ليلا سبقته كلمة لرئيس المجموعة مع تعذر تقديم كلمة مدير المهرجان لبعض الحاضرين بهذا الفضاء الذي تتوفر فيه كل المقومات الفنية والجمالية. «الشروق» سألت بعض الحاضرين فعبروا عن غضبهم من سوء البرمجة وعدم التوفيق في اختيار العروض التي تتماشى والذوق العام بجهة السرس، فسهرة الافتتاح التي سبقها عرض لماجورات تونس بالشوارع يجب أن تكون متميزة بأتم معنى كلمة حسب ما أفاد به كريم الرزقي، مضيفا أن جهة السرس تتوفر بها طاقات معرفية وقدرات ثقافية لا يستهان بها إلا أن التقصير في حقها يتمظهر في كل المجالات وخير دليل هو تراجع مستوى المهرجان الصيفي بما جعل الجمهور يخير حفلات الزفاف عن التظاهرات التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية محملا المسؤولية إلى وزير الثقافة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية لتقصيرهما في اختيار العرض المدعم وتوظيف برمجة لغايات ذاتية مضيقة، فالمثقف والمواطن قد مل من المنابر السياسية والحوارات الفضفاضة والبرامج الانتخابية التي تصمم الأذان في كل مناسبة ليبقى الحال على ما هو عليه أو يتدحرج إلى الأسوأ، فما بالك بأن يتحول حديث السياسة والشعر السياسي إلى المهرجان؟. من جهتها حملت الهيئة المديرة للمهرجان المسؤولية إلى بلدية السرس لعدم تعليق اللافتات ودعم المهرجان ماديا حتى أن التمويل تم إسناده في فترة المجلس البلدي المنحل إلى إحدى الجمعيات بالمحسوبية مع تخصيص 2 ألف دينار للمهرجان وتعطل صرفها لغياب مجلس بلدي. نحلم بمدينة فاضلة الأستاذ عبد الله بن ميمون (رئيس المجموعة) بين أن عملهم انطلق منذ سنة 2009 بمشاركة مختصين في المجالين الفني والموسيقي وقد قدمت المجموعة عرض في شهر أكتوبر الموسيقي بالكاف وعرض في مهرجان بومخلوف سابقا مع عروض في مختلف أنحاء الجمهورية وذلك بطلب من وزارة الشؤون الثقافية ومندوبياتها في الجهات. فمجموعته تقدم الأغنية السياسية بشقيها الجاد والساخن وتستمد قوة كلماتها وبلاغتها وإيقاعها وجمال خطابها وأسلوبها من الأدب الساخن وفق اختيار لمواضيع موجهة نحو نقد الوضع السياسي والسياسيين في الوقت الحالي في لهجة استهزاء مثل «النواب زمن الانتخاب» و»من أين لك هذا يا هذا؟» و»افرح بيه يفرح بيك من خرم الإبرة يعديك» و»حمامة جريحة» والهدف حسب قوله هو الحلم بالمدينة الفاضلة التي تتوفر فيها مقومات العيش الكريم وتتحقق فيها أحلام الشعب وإحساسه بالحياة وتمتعه بروح المواطنة.