عندما يصبح الدم هو عنوان المرحلة التي نعيش وعندما تصبح القوانين الدولية موضع مطارحات ومزايدات وعندما ترتهن القيم الانسانية في «بورصة» المصالح باسم السياسة ومصطلحاتها «الرنانة» يصبح من الطبيعي ان يبحث «القاتل» عن ذريعة يبرّر بها قتله ويغطي بها على جرائمه... ويصبح من الطبيعي ايضا ان يذبح الشعبان العراقي والفلسطيني باستخدام ذرائع شتى.. بالأمس ذبح العراق وأسقط نظامه ونهبت ثرواته ودمّرت مؤسساته بذريعة اسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور على اي اثر لها رغم «تمشيط» العراق طولا وعرضا... واليوم «السيناريو» ذاته يطبّق و»رحلة» التقتيل والتدمير تتواصل من شمال العراق الى جنوبه، من الموصل وبعقوبة الى الفلوجة وسامراء والبصرة تحت ذريعة «الزرقاوي» ومقاتلين اجانب... فمع صباح كل يوم تصحو هذه المدن المناضلة والشريفة على وقع الدمار وعلى مشاهد الدماء... وكل يوم يتكرر المشهد ذاته... الشهيد «يشيّع» الشهيد والمنازل تهدم على رؤوس ساكنيها والموت يتهدد كل عراقي لا لشيء الا لأنه رفض انتهاك ارضه وعرضه وطالب بأبسط الحقوق التي تمنحها اياه القوانين والقيم الانسانية كما اي مواطن آخر يعيش على وجه الكرة الارضية.. وبما ان السيناريو نفسه يطبق في فلسطينالمحتلة التي تربطها بالعراق مشاهد الدماء والدمار فإن «سفاح صبرا وشاتيلا» وجنين وجباليا اصبح هو الآخر يتقن «لعبة الذرائع» بل و»يتفنن» اصلا في «تسويقها».. فشارون الذي يشهد العالم بأكمله (مع استثناء امريكا طبعا) على انه مجرم حرب ظهر في الآونة الأخيرة «متألما» من صواريخ «القسام» وصوّر اسرائىل وكأنها ضحية لهذه الصواريخ التي لا يتجاوز مداها عشرة كيلومترات وصوّرها وكأنها صواريخ انشطارية او ربما قنبلة ذرية قادرة على نسف اسرائىل بالكامل بينما تناسى في المقابل انه يستخدم الاسلحة المحرمة دوليا والقنابل العنقودية هذا فضلا عن الطائرات والدبابات لقصف المنازل والمستشفيات ولإبادة الشعب الفلسطيني وتدمير مؤسساته بأكملها.. وعلى هذا الاساس فإنه في مقابل «لعبة الذرائع» هذه التي توحّد بين «الصديقين» بوش وشارون وفي مقابل اساليبهما ولغتهما المتطابقة المستخدمة في العر اق وفلسطين فإن هناك حقيقة سرمدية تنبثق من وسط هذه المشاهد الرمادية مفادها ان ما بين الشعبين العراقي والفلسطيني رابط عضوي ومعنوي وإرادة صلبة قادرة على دحر اولئك المحتلين.. ولو الى حين..