الكاف (الشروق) عيد الإضحى المبارك تختلف فيه العادات والتقاليد من جهة لأخرى و»كل بلاد وارطالها» كما يقال.وجهة الكاف لها ما يميزها في هذه المناسبة الدينية. فالعائلات تبدأ بالاستعداد للعيد حتى قبل شراء الخروف وخاصة في الأسبوع الأخير من خلال اقتناء الفحم ولوازم الذبح والشواء والخضر الورقية لتحضيرها للعصبان.وقبل يوم العيد تقوم ربات البيوت بإعداد الخبز المنزلي (الطابونة) أو حمله إلى المخبزة وعادة ما يكون «مبسس»على غير العادة.ليلة العيد يتم طلاء غرة الخروف بالحناء وهذه العادة كانت منتشرة في كثير من البيوت وبدأت تقل في السنوات الأخيرة. نأتي الآن إلى يوم العيد إذ يحتفل الأطفال بالخروف بوضع شرائط الزينة وإخراجه إلى الأنهج والبطاحي إلى أن يحين موعد الذبح.وعملية الذبح عادة ما يقوم بها رب البيت بالاستعانة ببقية أفراد العائلة في جو بهيج والكل يشارك في السلخ والغسل والتنظيف... ونجد من يلتجأ إلى أحد الأقارب لمساعدته لأنه لا يعرف أبجديات الذبح وقد يأخذ موعدا مع أحد الجزارين وهناك من يحمله إلى المسلخ البلدي إلا أن اللمة العائلية تفتقد في هذه الحالة وأجواء العيد المعتادة ليس لها نكهة.بعد السلخ وطبقا للعادات والتقاليد التي كانت موجودة يقع مسح وجوه الفتيات بجلد الأضحية وهو سخن ليزداد صفاء وجمالا وفي الأثناء يكون كانون الشواء قد أحضر.ومن العادات أيضا ترك الجانب الأيمن للرأس ليوم «عاشوراء»ليطبخ به الكسكس كما أن الفخذ الأيمن مخصص للخطيبة ليحمل مع «التفقيدة».في ما مضى كانت الأسر تجتمع فيما يسمى بالدار الكبيرة أي عند الوالد أو كبير الدوار ويحضر كسكسي بالمسلان والحمص والزبيب وتقضى سهرة رائعة.ونجد من العائلات أيضا من تترك الخروف بأكمله إلى اليوم الموالي ولا يستعمل منه سوى الدوارة والكبد وهذه العادة اندثرت في أيامنا هذه.