أزواج كثيرون حرموا في الماضي من انجاب الاطفال وعانوا من تأثيرات العقم النفسية والاجتماعية ومنهم من انتهى الى الطلاق ولكن اليوم بفضل الكفاءات الطبية وتطور التقنيات والاجهزة المساعدة على الانجاب سوف يتمكن الكثير من الازواج من الانجاب. تونس «الشروق»: بفضل النجاحات الطبية المسجلة في تونس يدعو المختصون الى الحديث عن صعوبة الانجاب وليس العقم لان طرق المساعدة على الانجاب تطورت بتطور العلم ومعارف المختصين. للحديث عن العقم لابد من تسليط الضوء على الاسباب التي تجعل بعض الاشخاص غير قادرين على الانجاب ووفقا للمختصين ٪20 من حالات العقم قد تكون مجهولة السبب، حيث يتعذّر تحديد السبب الدقيق الذي أدّى إلى هذه الحالة. وعموما هناك مجموعة من العوامل والأسباب المرتبطة بالمرأة وتتمثل في اصابة قنوات نقل البويضات الى الرحم والتهاب الحوض والتعرض الى اشكاليات هرمونية واصابة عنق الرحم واشكاليات الإباضة، أو اضطرابات الغُدّة الدرقية وسرطان عنق الرحم. وهناك اسباب تتعلق بالتدخين واستهلاك المخدرات والتي تؤثر على الخصوبة وتسبب صعوبة في عملية الإباضة. فيما يرتبط العقم لدى الرجال بالإصابة بدوالي الخصية والإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسياً كمرض السيلان، أو فيروس نقص المناعة المكتسبة واشكالية القذف الناتجة بدورها عن الإصابة بعدد من الأمراض والمشاكل الصحية المختلفة بما في ذلك مرض السكري. ويمكن أن تؤثر الأورام سواء كانت حميدة أو خبيثة بشكل مباشر في الأعضاء التناسلية للذكور، وفي بعض الحالات تتأثر خصوبة الرجل بالعلاجات المُستخدمة في التّغلب على الأورام بما في ذلك الجراحة، أوالإشعاع، أو العلاج الكيميائي كما تؤثر الضغوطات النفسية والستراس على الرغبة الجنسية لدى الرجل ويؤثر سوء التغذية على خصوبته. وهذه العوامل ادت الى احداث تغير في تونس خلال السنوات الأخيرة في عوامل العقم اذ اصبح الرجل هو السبب الرئيسي في تراجع الخصوبة بنسبة تصل الى 50 بالمائة. طرق العلاج أكثر من 9 آلاف محاولة انجاب يقوم بها المتزوجون سنويّا في تونس بواسطة طفل الأنبوب لانجاب طفل وطفل الأنبوب هو احد اهم الطرق العلاجية في تونس للعقم الا ان كلفته الباهظة جدا تحرم من يفتقرون الى المال الكافي للقيام به كما تدفع الكثيرين الى بيع املاكهم وخاصة منازلهم وكراء منزل في سبيل انجاب طفل واحد بسبب امكانية فشل التجربة واللجوء الى الاعادة لمرات خاصة في ظل تقدم المرأة في السن والخوف من ضياع الامل. ومن طرق العلاج ايضا التلقيح الصناعي داخل الرحم وهو عبارة عن نقل الحيوانات المنوية بعد تنقيتها وتركيزها في المختبر ويتم بعدها حقن السائل المنوي داخل الرحم وتتراوح عدد التدخلات بمراكز المساعدة على الانجاب بين 300 و500 عملية في السنة وتكلفة التدخل الواحد باحتساب الأدوية والحقن تتراوح بين 500 وألف دينار،حسب وضعية الأم. وفقا للاخصائيين زوجان من 5 أزواج في تونس في حاجة الى مساعدة على الانجاب للرجل نسبة 30 وللمرأة 30 بالمائة ولكن خلال السنوات الاخيرة تفوقت نسبة الرجال لتبلغ كما اشرت سابقا الخمسين بالمائة. الدكتور مروان ابراهم (أخصائي في طب التوليد) نجاح طبي قال الدكتور مروان ابراهم اخصائي في طب التوليد بمستشفى عزيزة عثمانة في حديثه ل:«الشروق» ان مركز المساعدة على الانجاب بالمستشفى المذكور حقق نجاحا طبيا هاما من خلال مساعدة امراة تعاني من صعوبة الانجاب على الحمل والولادة وهي حاليا في صحة جيدة. واضاف ان هذه الام تعالج منذ سنوات بالمركز وقمنا بعد تشخيص حالة العقم لديها بتجميد البويضات في أفريل 2018 وقمنا بالحقن المجهري في نوفمبر 2018 وولدت في جويلية 2019 وسجلنا بذلك نجاح اول ولادة بالقطاع العمومي بهذه الطريقة بعد نجاح عمليتين بالقطاع الخاص وذلك بفضل العمل الجماعي (اطباء وصيادلة واطارات شبه طبية) ولم يفوت الفرصة ليعبر عن سعادته بما يقوم به المركز منذ تأسيسه سنة 2002 في مجال معالجة العقم مضيفا :«لدينا افضل التقنيات الموجودة في العالم لمعالجة العقم ولدينا اطباء اختصاص في طب النساء والتوليد وبيولوجيا العقم واطباء امراض المجاري البولية». وردا على استفسارنا حول كثرة الاقبال على المركز افاد انه يوجد ضغط كبير وهو ما يفسر ارتفاع نسبة العقم حيث نجد 2 ازواج على 3 يطلبون المساعدة على الانجاب مرة في حياتهم. وبخصوص نسب نجاح المركز في المساعدة على الانجاب قال :«حققنا نسبة 30 بالمائة في 2018 وهي نسبة هامة مقارنة بباقي دول العالم ونستقبل الراغبين في الانجاب من الجزائر وليبيا وبلدان افريقية. وبخصوص تكاليف العلاج ذكر الدكتور براهم ان «الكنام» يوفر نسبة هامة من الدواء وكلفة العلاج في المستشفى 250 دينارا وهو سعر رمزي (في اطار طفل الانبوب) وختم الدكتور بان تأخر سن الزواج هو السبب الاساسي للعقم في تونس باعتبار ان السن المثلى للإنجاب للمرأة بين 25 و30 سنة فيما تنخفض الخصوبة بدرجة كبيرة بعد 42 سنة.