تؤكد الدراسات العلمية أن مؤشرات العقم أو تأخر الإنجاب لدى الرجل هي في ارتفاع في السنوات الأخيرة ومشاكل الإنجاب سواء لدى الزوج أو الزوجة من أهم المشاكل التي تُطرح يوميا على عيادات أخصائيي أمراض النساء والتوليد وأخصائيي مشاكل العٌقم والإنجاب وأيا كان سبب تأخر الإنجاب يدخل الزوجان في دوامة من الحيرة والانتظار على أمل حدوث حمل. ويمكن أن يكون تأخر الحمل ناتجا عن خلل أو مشكل لدى المرأة كما يمكن أن يكون مرتبطا بالرجل أو يكون السبب مشتركا بين الزوجين وأحيانا أخرى لا يحدث الحمل رغم عدم وجود أي نوع من المشاكل الصحية لدى الزوجين وهي حالات غير مفسرة من الناحية العلمية. ا40 بالمائة من الحالات «الإعلان» استشارت الدكتور بدرالدين بوقرة أخصائي في أمراض النساء والتوليد بخصوص مشاكل تأخر الإنجاب لدى الرجل أسبابها وإمكانية علاجها وقد أفادنا الدكتور بوقرة في هذا السياق أن العُقم أو مشاكل الإنجاب عموما في تونس توجد لدى 10 إلى 15 بالمائة من الأزواج مشيرا إلى أن عبارة العٌقم لم تعد متداولة بين الأطباء لأن تطور الطب أوجد لأغلب حالات عدم الإنجاب توجد لها حلول وغالبا ما يحدث حمل بعد العلاج ولكن في حالات استثنائية يكون العقم نهائيا . وتقدر نسبة تأخر الإنجاب لدى الرجل ب40 بالمائة ونفس النسبة لدى المرأة أي 40 بالمائة وفي بقية الحالات يكون تأخر الإنجاب ناتجا عن أسباب نفسية أو مشتركة أو أسباب ليس لها تفسير علمي ويفضل الدكتور بوقرة عدم التفريق في الحديث عن مشاكل الإنجاب بين المرأة والرجل لأن هذا العلم ليس علما محددا مائة بالمائة إذ تكون الأسباب أحيانا مشتركة بين الزوجين أو لأسباب نفسية إذ يقع الحمل إذا ما تزوج طرف منهما بشخص آخر . أسباب العُقم ويمكن أن يكون العقم لدى الرجل ناتجا عن أسباب مرتبطة بالتكوين الجنسي كأن تكون التركيبة الجينية مختلفة عن 46 xy+ علما وأنه لا وجود لعقم نهائي لدى الرجل لأن تقنية الطفل الأنبوب فسحت المجال أمام الرجال الذين يعانون من مشاكل إنجاب وحتى أصعب المشاكل إذ تخول لهم هذه التقنية الإنجاب لذلك فإن الرجل حسب الدكتور هو أكثر انتفاعا بهذه التقنية من المرأة. وتتمثل أسباب العقم لدى الرجل خاصة في الأسباب الجينية وكذلك في الأسباب المكتسبة كمرض السكري وهو من بين العوامل التي تُسبب تأخر الإنجاب إضافة إلى الأمراض التناسلية المُعدية دون الحديث عن عامل السن لأن الخصوبة متواصلة عند الرجل رغم التقدم في السن فقط في بعض الحالات إذا تجاوز الرجل 60 سنة يمكن أن تقل خصوبته مما يصعّب حدوث الحمل وفي حالات أخرى يكون انسداد المجاري أو حدوث التهاب في البروستات سببا في عدم الإنجاب وهذا النوع من الأمراض يكون خفيا لا يشعر بأعراضه الرجل إلا في مراحل متقدمة إلى جانب بعض الأمراض. المرتبطة بالخصية مثل مرض توسع أو انفتاح العروق وهو خلل يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية ومرض الفتق الذي يصيب الجهاز التناسلي وهو مرض خلقي ناتج عن خلل في عمل الهرمونات المسؤولة عن تركيز الخصية وفي هذه الحالات ينصح الدكتور بوجوب علاج الحالة منذ البداية لأن مخلفات هذا المرض تنتج ضررا نهائيا يصعب معه الإنجاب إلا إذا تمت معالجة الحالة منذ بدايتها وهناك أدوية ناجعة ولكن ذلك لا يمنع اللجوء إلى تقنية طفل الأنبوب والتي تعتبر لمثل هؤلاء الرجال باب الأمل للإنجاب . أدوية تسبب العقم في بعض الحالات الأخرى يكون تأخر الإنجاب ناتجا عن تناول أدوية معينة وهي تحديدا الأدوية الموصوفة في إطار العلاج الكيميائي والتصوير بالأشعة وتعتبر بعض المهن مصدر تهديد أكثر بالنسبة للرجل إذ تجعله أكثر عرضة لمشاكل الإنجاب ومن هذه المهن السياقة بالنسبة لسائقي الشاحنات والحافلات لأن الدورة الدموية لديهم غير طبيعية بسبب كثرة الجلوس وهو ما يؤدي إلى انفتاح العروق وفي مهن أخرى مثل عمال الدهن والطلاء فهم معرضون للمواد الكيميائية أو العمال الذين يعملون في المخابز قريبا من الفرن أو مخابر الكيمياء إلى جانب هذه الأسباب يؤثر التدخين والمخدرات والكحول بشكل كبير على الخصوبة لدى الرجل ولكن التطور العلمي يمكن من إيجاد حلول عديدة لتجنب مشاكل الإنجاب ففي الحالات التي يخضع فيها الزوج لعلاج أو مواد كيميائية يمكن أن يقوم بتجميد الحيوانات المنوية لسنوات وتستعمل عند الحاجة لتلقيح البويضة وتفضي الى الحمل. التلقيح الاصطناعي وتوجد في أغلب الأحيان حلول لمشاكل عدم الإنجاب لدى الرجل شرط علاج السبب الذي يقف وراء عدم الحمل مثل السكري أو توسع العروق كما يمكن اللجوء إلى التقنيات المعروفة في الطب للمساعدة على الإنجاب وهي في مرحلة أولى التلقيح الاصطناعي وطفل الأنبوب أو كذلك تقنية التلقيح المجهري وهي في 90 بالمائة من الحالات تستعمل لدى الرجل في حالة ضعف الحيوانات المنوية مع إمكانية القيام بعملية انتقائية للحيوانات المنوية الجيدة والخالية من الأمراض لضمان إنجاب طفل سليم . الأمراض المعدية ويرتب الدكتور أسباب عدم الإنجاب أو تأخره لدى الرجل بحسب الأسباب فيعتبر أن الأمراض المعدية والأمراض المنقولة جنسيا هي من أول أسباب تأخر الإنجاب تليها في مرتبة موالية انفتاح العروق وما يفسر ارتفاع مشاكل الإنجاب في السنوات الأخيرة هو انتشار الأمراض المعدية وغياب التثقيف الصحي لدى الجنسين.