بواسطة حقن الحيوان المنوي داخل البويضة وغيرها من وسائل الكشف والمعالجة يمكن القول انه لم يعد هناك مجال للحديث عن «عقم الرجال». «الشروق» التقت بعض المختصين في هذا المجال على هامش مؤتمر نظمته الجمعية التونسية للخصوبة والعقم مؤخرا. يعرف العقم بأنه عدم القدرة على الانجاب بعد مرور عام على إتمام لقاءات جنسية منتظمة، ويؤكد الدكتور فتحي المحرزي الكاتب العام للجمعية التونسية للخصوبة والعقم على أن أهم أهداف الجمعية معالجة أهم القضايا والتطورات العلمية التي تحصل في معالجة حالات العقم (خاصة عقم الرجال) يقول: «في السنين السابقة كان العقم حالة ميؤوسا منها لكن منذ ظهور الطفل الانبوب وظهور طريقة حقن الحيوان المنوي داخل البويضة مكنت هذه التقنية من حلّ مشكلة العقم». * أسباب ويرجع هذا الدكتور المختص في معالجة حالات العقم أسباب عقم الرجال الى خلوّ المني من الحيوانات المنوية أو نقص كبير فيها (نقص في الحيوانات المنوية) كما أن ضعف نشاط وعدم حركية الحيوانات المنوية تمثل أسباب لاصابة الرجال بالعقم. ضعف الحيوانات المنوية والتي تسبب حالات العقم تنتج بدوها عن الاصابة ببعض الامراض كتلك الامراض المنقولة جنسيا أو أمراض «الباروتيد» التي ينتج عنها أمراض في الخصية وبالتالي ضعف في الحيوانات المنوية. مع التأكيد أيضا أنه توجد حالات غير سليمة (تظهر مع ولادة الانسان) كأن تكون الخصية في غير موضعها أو تنتقل خارج مكانها العادي أو في حالة غياب خصية أو خصيتين. ضعف الحيوانات المنوية يعود أيضا الى عوامل بيئية كالتلوث الهوائي واستعمال المبيدات الحشرية. * تقنيات حديثة لحالات صعبة ومن بين التقنيات لعلاج ما صعب من حالات العقم، يوضح السيد فتحي المحرزي أن التلقيح المجهري للبويضة للحصول على جنين، التي يقع حقنها في رحم المرأة في فترة محددة بعد تحضيرها بالادوية وبعد رفع البويضات من المبيض وبعد تلقيح البويضات، مثّل بالفعل ثورة في معالجة حالات العقم فبواسطة التلقيح المجهري نجح بنسبة 90 من الحالات في الحصول على جنين. لا داعي لليأس إذن خاصة وأن الحلول الجراحية موجودة أيضا «في بعض الحالات التي لا نجد فيها خلايا منوية نضطر الى القيام بعملية نأخذ على إثرها عينة من الخصية ويقوم المخبر المؤهل للتلقيح المجهري بالبحث في هذه العينة عن حيوان أو عدة حيوانات منوية نقوم بتلقيحها للبويضة الانثوية للحصول على جنين... إن أساليب وتقنيات حل مشاكل العقم متوفرة إذن خاصة في ظل الاعانة الطبية على الانجاب باستعمال التلقيح المجهري إلا في ما بين 5 و10 تقريبا وهي حالات ميؤوس من معالجتها». * خصية هاجرة أحد الاختصاصيين الآخرين في معالجة حالات العقم وهو الدكتور عماد كبير يكشف أيضا أن الخصية الهاجرة وهي الخصية التي توجد في موضعها الطبيعي تمثل سببا أساسيا في الاصابة بالعقم والطب هنا يقوم بمعالجتها بطرق عدة إما بالتدخل منذ الصغر (الانسان قد يولد بهذه الحالة) لانزالها لمكانها الاصلي أو بإنزالها أيضا عن طريق الادوية. المهم القيام بالفحص السريري أو التصوير بالصدى لمعرفة هل أن الخصية موجودة داخل البطن أم لا؟ لأنه إذا كانت الخصية موجودة داخل البطن من الصعب إ نزالها بالادوية بل يحبذ الاستنجاد بعملية جراحية ما يؤكد عليه الدكتور عماد أيضا أن طرق الفحص والكشف أصبحت راقية متطورة فمن الكشف بالصدى الى الفحص بالمنظار كلها تزيد من احتمالات الخصوبة. جدير بالتذكير أن أي انسداد في الاقنية الدافقة التي تخرج السائل المنوي من شأنه أن يبطل عملية التلقيح ويعيق الخصوبة. جديرا بالتذكير أيضا أن الجمعية التونسية للخصوبة والعقم تستفيد من مركز التخصيب الاصطناعي بالجامعة الحرة ببروكسيل من خلال المحاضرات والاطلاع على أحدث وسائل الكشف في مجال معالجة العقم من أجل تحسين النتائج...