منظومة التسجيل عن بعد التي أطلقتها وزارة التربية السنة الدراسية الفارطة وجعلتها إلزاميّة هذه السنة، هي بكل المقاييس مكسب تربوي جديد بتوظيفه التكنولوجيات الحديثة لإنجاز مهمّة أسياسيّة عند انطلاق كل سنة دراسية ستجنّب الأولياء والعائلات العديد من المتاعب والمشاق. الذين استخدموا المنظومة وقفوا عند حرفيّتها وسرعتها في القيام بالمطلوب منها على أفضل وجه وتناغم سجلات المدارس والمعرّف الوحيد للتلاميذ مع بيانات الحالة المدنيّة والمعطيات المتعلقة بالولي، ويحق لنا الابتهاج بهذا المنجز الذي يُواكب روح العصر التي باتت تعتمدُ بصفة مركزيّة على التكنولوجيات الحديثة والخدمات عن بعد. الكثير من المؤشرات تدفع الى القول بأنّ المنظومة التربوية في بلادنا تخطو خطوات مهمّة نحو المزيد من التنظّم والفاعليّة، وتعكسُ منظومة التسجيل عن بعد فكرة محوريّة هامة وهي بناء قاعدة معطيات مرقمنة لجميع التلاميذ ستمكّن الوزارة دونما شكّ من مزيد إحكام التعاطي مع مختلف مشاغل القطاع التربوي والإحاطة بالتلاميذ وضمان التواصل المستمر مع الأولياء ورسم الخطط المستقبليّة وتعزيز قدرات برامج الإصلاح المقرّرة بما توفّره قاعدة البيانات المذكورة من سرعة دراسة المعطيات وإجراء مختلف عمليات التقييم والمراجعة وضبط الحاجيات المادية واللوجستيّة والبشريّة، مع ما تدفع إليه هذه المنظومة مختلف المتعاملين في القطاع بمن فيهم التلاميذ والأولياء إلى تعزيز قدراتهم ومعارفهم في مجال التكنولوجيات الحديثة، فجميع الأولياء والتلاميذ مجبرون اليوم على استخدام الكمبيوتر وشبكة الأنترنات لإجراء عملية التسجيل. سيجد البعض بعضا من الصعوبات ولكن سيشعر الجميع بالارتياح عند اتمام عملية التسجيل عن بعد، وهي عمليّة في غاية البساطة وليس فيها أي تعقيدات. هي خطوة مهمّة، تستدعي تنويها وتحيّة تقدير لكفاءات وزارة التربية التي قامت على إنشاء هذه المنظومة وتواكب لحظة بلحظة ما يطرأ عليها بغاية مزيد النجاعة والفاعلية والسرعة، ولا شكّ في أنّ حجم الانتظارات ستزدادُ استثمارا لما توفرّه التكنولوجيات الحديثة من مجالات واسعة لتقديم المزيد من الخدمات التربويّة عن بعد وبأسلوب ناجع وفعّال.