في قمّة تحبس الأنفاس يُواجه النجم ال»سي .آس .آس» في نطاق نهائي كأس تونس التي تريد الجامعة تدنيسها بالسياسة بعد أن ساد الاعتقاد بأن «الأميرة» استقلّت منذ سُقوط الدكتاتورية التي كانت تستثمر هذا العُرس لتلميع صُورتها. وجميعنا يستحضر مشهد السيارات الرئاسية وهي تطوف ببورقيبة وبن علي في أرجاء المنزه ورادس. «كلاسيكو» «السي .آس .آس» والنّجم لا يحتاج إلى مُقدّمات خاصّة أن طرفي النزاع على الكأس من «القوى العظمى» في ساحتنا الكروية. كما أنهما يتمتّعان بقاعدة شعبية عريضة ما يعني أن عدد المُتابعين لهذه القمّة النارية سيحطّم الأرقام القياسية سواء في سوسة وصفاقس أوأيضا في بقية المدن التونسية بحكم أن عشق الجمعيتين لا يعترف بالحُدود الجغرافية. قمّة رادس ستستقطب اهتماما جماهيرا وإعلاميا كبيرا وهذا ما يضع على عاتق الناديين مسؤولية جسيمة لتقديم عروض فنية تطرب القلوب وتُطفىء عطش النّاس للفُرجة والماء المفقود في أكثر من مدينة و»دشرة» وسط انشغال جماعة السّياسة بلعبة الانتخابات و»تدليس» التزكيات. من الناحية الفنية، تبدو هذه القمّة مُتوازنة وسيكون من الجنون التهكّن بنتيجتها النهائية حتّى وإن استنجد البعض ب»العَرّاف» محسن العيفة الذي وظّف «بركاته» و»كراماته» في ال»كان» ل «تَخدير» منتحب «جيراس» بدل تَنويم الخُصوم. ويعيش الفريقان كما هو معلوم فترة انتقالية بقيادة فوزي البنزرتي والمُونتينيغري «نيبوشا يُوفوفيتش». ومن هذا المُنطلق فإنّ النجم و»السي .آس .آس» قد لا يظهرا اليوم في أفضل الحالات الفنية بحكم أن القائدين الجديدين لا يملكان عَصا سحرية لقلب الأوضاع ومُعانقة سماء الإبداع في لمح البَصر. وقد تُشكّل الكأس أفضل «هدية» لتجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية بحكم أن صَاحب الحظ السعيد سيستفيد من هذا المكسب لإستهلال السّنة الرياضية الجديدة بطريقة مِثالية وادخال البهجة على الجماهير التي رابطت ليلا ونهارا أمام شبابيك التذاكر ولسان حَالها يقول: كلّ شيء يهون من أجل الجمعية. ولاشك في أن النجم يُعلّق آمالا عريضة على خبرات البنزرتي العارف بأنّه أمام مسؤولية تاريخية خاصّة أن «لومار» سلّمه الجمعية وهي على عرش الكرة العربية ومُتأهّلة لرابطة الأبطال و»فِينال» الكأس المحلية. وهذا الأمر يجعل البنزرتي أمام حتمية تدعيم المُكتسبات وتحقيق المزيد من النجاحات ليؤكد أنه لا يقلّ شأنا وكفاءة عن «لومار» الذي قد يُتابع قمّة اليوم من المدرّجات بدعوة خاصّة من هيئة شرف الدين. ومن المؤكد أن حضور «لومار» يُضاعف الضّغوطات المسلّطة على فوزي الحالم أيضا بالقبض على «الأميرة» ليسجّل نقطة في «حَربه» مع رئيس الجامعة الذي ألح على «إهانته» و»تشليكه» لحظة عَزله من تدريب المنتخب (ولكم أن تتصوّروا شعور البنزرتي وهو يتسلّم اليوم الكأس من يد الجريء). ومن جهته، يضع «السي .آس .آس» كلّ آماله على مدرّبه الجديد «نيبوشا» الذي ترك بصمة واضحة في صفوف عدة جمعيات عربية مِثل الفيصلي الأردني والشّرطة العراقي. ويراهن النادي الصفاقسي على ابن الجبل الأسود للعودة إلى منصّات التتويج بعد ست سنوات من الغياب. ولا يخفى على أحد حجم التضحيات التي قدّمها المسؤولون خلال الأعوام الأخيرة في سبيل الحصول على الألقاب التي أدارت ظهرها لهيئة خماخم ما تسبّب في حَالة من الإحباط. وتبدو هذه الكأس فرصة ذهبية لإنهاء الوضع المُتأزّم في الطيّب المهيري والإعلان عن الانطلاقة الفِعلية لرحلة التَتويجات المحلية والخَارجية. على الصّعيد التاريخي هُناك أفضلية واضحة للنجم السّاحلي ومدرّبه فوزي البنزرتي بحكم أن «ليتوال» كانت قد فازت بالكأس في مُناسبتين على «السي .آس .آس». كما أنه سبق للبنزرتي أن تفوّق على المونتينيغري «نيبوشا» في «فينال» البطولة العربية لعام 2017 (فوزي كان على رأس الترجي آنذاك و»نيبوشا» يقود الفيصلي الأردني). ولا نعرف طبعا إن كان التاريخ سيُعيد نفسه أم أن «السي .آس .آس» سيكتب هذه المرّة التاريخ بطريقة مُغايرة؟ وبعيدا عن الحسابات والإحصائيات نأمل أن تكون الفرجة حَاضرة وأن تغيب المشاهد الفوضوية والنَعرات الجهوية خاصّة أن الأمر يتعلّق بمجرّد كأس لن تُنقص في كلّ الحَالات شيئا من تاريخ وشعبية القلعتين اللّتين تخرّج منهما الشتالي والعقربي... وغيرهما من عَمالقة الكرة التونسية التي قرّر «الأوصياء» عليها وضع الثقة في الصّافرة المحلية لإدارة قمّة الكأس. وسيكون الحكم نعيم حسني في تحدّ كبير ليعبر باللّقاء إلى برّ الأمان ويُعيد الاعتبار لصافرتنا التي تُحاصرها الاتّهامات والشّبهات. البرنامج: نهائي كأس تونس في رادس: النجم الساحلي - النادي الصفاقسي (س18) طاقم التحكيم حكم السّاحة: نعيم حسني مساعد حكم أوّل: أيمن اسماعيل مساعد حكم ثان: أمين برك الله حكم احتياطي: وسيم بن صالح مراقبا المباراة: عبد الستار الحفظوني - سيف السويس منّسقا المباراة: حسن زيان – ناجي الشاهد