في فرنسا، حذرت وزيرة الذكاء الاصطناعي والرقمنة، كلارا شاباز، الأهالي من نشر صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يُعرف بظاهرة "الشارنتينغ". وفي مقال نشر في صحيفة "لا تريبيون" بمشاركة فيرونيك بيشو، مديرة المرصد لمكافحة العنف الرقمي، وغابرييل حازان، رئيسة مكتب حماية القاصرين السابقة، أكدت الوزيرة أن نصف الصور المنشورة على المواقع الإباحية تأتي من صور ينشرها الأهل لأطفالهم. وشددت الكاتبات على أن هذه الصور، التي تبدو بريئة للعائلات، قد تتحول إلى أدوات تُستخدم من قبل شبكات إجرامية عالمية لاستغلال الأطفال، خصوصاً في عصر الذكاء الاصطناعي. وحذّرن من أن الصور المنشورة اليوم قد تظهر غداً في سياقات مؤذية أو خطيرة. ودعت المقالة الأهالي إلى التفكير جيداً قبل النشر، وطرح أسئلة مهمة مثل: هل يريد الطفل نشر الصورة؟ هل هو بحاجة لذلك؟ هل سيشعر بالخجل منها مستقبلاً؟ وهل يتم حمايته فعلاً عند نشرها؟ وكيف يمكن إعادة استخدام هذه الصور؟ وذكرت دراسة أن الطفل البالغ 13 عاماً لديه حوالي 1300 منشور على الإنترنت، معظمها من نشر والديه، ما يثير قلقاً حول خصوصية الأطفال وحقوقهم. وأكدت الكاتبات أهمية توعية الآباء وتعليم الأطفال حق الموافقة على نشر صورهم وحمايتهم من التعرض المبكر لشبكات التواصل. وأوضحن أن الهدف ليس منع نشر الصور العائلية، بل تغيير طريقة نشرها لتكون أكثر حماية، مثل المشاركة الخاصة عبر الرسائل، تمويه الوجوه، أو اختيار زوايا تصوير تحفظ خصوصية الطفل. يأتي هذا التحذير مع اقتراب العودة المدرسية لتنبيه الأسر إلى مخاطر تعريض الأطفال للظهور على الإنترنت، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشاكل وسوء استخدام.