بعد لقاء طويل ومُثير، فاز "السي .آس .آس" بكأس تونس على حساب النجم السّاحلي. وقد حسم النادي الصفاقسي "الفينال" عبر ركلات الترجيح. وجاء هذا المكسب لتعيش صفاقس فرحة هِستيرية خاصّة أن الجمعية غابت عن منصّة التتويجات منذ ست سنوات. دون المأمول لم يَرتق الأداء إلى المستوى المأمول خلال الشوط الأوّل وقد ظهر النجم وال"سي .آس .آس" بمستوى متوسّط إن لم نقل إنه ضعيف. الفُرص كانت قليلة ولم تُشكّل خطورة تُذكر على الحارسين أيمن دحمان ومكرم البديري. ويُمكن الحديث عن "أنصاف" فرص لا عن عمليات هجومية بوسعها أن تُثمر أهدافا وترفع النّسق الذي كان للأمانة بسُرعة السّلحفاة. ولاشك في أن الوجه الشاحب الذي ظهر به النجم و"السي .آس .آس" في الفترة الأولى من اللّقاء يفتح باب التفسيرات على مصراعيه. وقد يقول البعض إن هذا الأمر عادي بحكم أن ال"كلاسيكو" يأتي في مُستهلّ الموسم الرياضي. كما أن الناديين يعيشان فترة انتقالية بقيادة فوزي البنزرتي والمُونتينيغري "نيبوشا يوفوفيتش". هذا في الوقت الذي قد يذهب فيه البعض إلى الأسباب العَميقة للتأكيد على ضعف الكرة التونسية وهي الحقيقة المُرّة التي برزت للعيان على هامش مشاركتنا الأخيرة في ال"كان" بقيادة "العلاّمة" "ألان جيراس". تغيير بعد دقائق معدودة من انطلاق الشّوط الثاني بادر فوزي البنزرتي بسحب ياسين الشيخاوي من تشكيلة النجم ليُقحم مكانه اللاّعب العائد من الكويت حمزة لحمر. وكان ياسين الشيخاوي قد اشتكى من بعض الأوجاع على مستوى اليد في الشّوط الأوّل. لقطة مثيرة في حدود الدقيقة 63 كسر "السي .آس .آس" "الرُوتين" بعد أن قام بعملية هجومية خطيرة. وكاد علاء المرزوقي أن يهزّ الشباك مُستفيدا من موقعه المُمتاز أمام المرمى غير أن محاولته باءت بالفشل وقد طالب مهاجم النادي الصفاقسي بضربة جزاء على هامش هذه اللّقطة. هذا في الوقت الذي أظهرت فيه الصور التلفزية ن العملية كانت مسبوقة بمُخالفة على حارس النجم مكرم البديري. الجمهور يصنع الحدث لئن كان أداء اللاّعبين باهتا ولا يليق أبدا بثِقل الجمعيتين وقيمة الرّهان فإن جماهير "السي .آس .آس" و"ليتوال" صنعت أمس الحدث. ويُمكن القول إن الأحباء عوّضوا اللاعبين في صناعة الفرجة عبر الأهازيج واشعال الشماريخ. شخصية ضعيفة بالحديث عن حكم السّاحة نعيم حسني يُمكن القول إن شخصيته كانت ضعيفة. وهذه الحقيقة كشفتها تصرّفات بعض اللاعبين خاصّة منهم ظهير "السي .آس .آس" حمزة المثلوثي. وقد دخل المثلوثي في نِقاشات حادّة مع حسني في أكثر من مناسبة وتجاوز في بعض الأحيان الحدود. وكان من المفروض أن يكون الحكم أكثر صرامة في تعامله مع اللاّعبين. خيارات البنزرتي و"نيبوشا" بعد حمزة لحمر أقحم فوزي البنزرتي فراس بلعربي هذا في الوقت الذي اختار فيه مدرّب "السي .آس .آس" "نيبوشا" لعب ورقة النيجيري "سُوكاري" المُندفع للأمام رغم خطّته الأصلية في خطّ الوسط. وقد كان الهدف من هذه التعديلات منح حيوية أكبر للمنطقة الأمامية بعد أن غابت الحلول. تهديد جدي جاءت الفرصة الأخطر والأبرز في الدقيقة 83. وتحصّل النجم على ركنية نفّذها حمزة لحمر لتصل الكرة إلى بن ونّاس الذي سدّدها نحو المرمى غير أن تصويبته الرأسية اصطدمت بالقائم الأيسر للحارس أيمن دحمان. وصنع النجم فرصة أخرى في اللّحظات الأخيرة من المباراة حيث كاد حمزة لحمر أن يحسم ال"كلاسيكو" ويمنح الفرح لجماهير فريقه غير أن تصويبته اصطدمت بزميله ماهر الحناشي عندما كانت في طريقها نحو الشباك. وقد كان الحناشي في موقع مُتسلّل وهوما فرض إعادة الكرة للنادي الصفاقسي وسط حسرة لحمر بما أن النجم كان أمام فرصة ذهبية لتسجيل هدف قاتل لولم يعترض الحناشي الكرة عن غير قصد. فرصة جديدة للنجم بعد اللّجوء إلى الحِصص الاضافية تحصّل النجم على فرصة لا تُعوّض لبلوغ شباك "السي .آس .آس". وقد انطلق الدولي وجدي كشريدة بسرعة فائقة من الجهة اليمنى وتمكّن عبر مهارته الفنية من تمرير الكرة بطريقة رائعة للعريبي الذي سدّدها نحو المرمى غير أن القائم وقف من جديد في صف النادي الصفاقسي. وبعد أن ارتدّت الكرة قفز دحمان برشاقة كبيرة ليلتقطها ويُنقذ فريقه من هدف مُحقّق. ركلات الترجيح في ظل تواصل التعادل وقع الاعتماد على ركلات الترجيح لحسم "الفينال". وقد تمكّن النادي الصفاقسي من حسم أمر اللقب بعد أن نجح في تسجيل خمس ركلات مقابل أربع فحسب للنجم الساحلي. تشكيلتا الفريقين النجم السّاحلي: البديري - بن عزيزة - بوغطاس - كشريدة – بن وناس - بعيو (بوخنشوش) - المثناني - البريقي (بلعربي) - الشيخاوي (لحمر) - الحناشي (الماجري) - العريبي النادي الصفاقسي: دحمان – هنيد – عمامو – المثلوثي – دقدوق – الجلاصي - منصر (بكير) – بن علي (الجويني) – الحمدوني (الحرزي) – المرزوقي (سوكاري) – شوّاط التحكيم: نعيم حسني الأهداف:( 0 / 0 في الوقتين الأصلي والاضافي) ركلات الترجيح: 5 مُقابل 4 لفائدة النادي الصفاقسي قالوا عن تتويج ال«سي.آس.آس» الكأس «صفاقسية» بفضل الروح القتالية في غمرة الفرحة بالكأس عبّر لاعبو النادي الصفاقسي عن سعادتهم وأكدوا أن اللقب كان بفضل الروح القتالية خاصة ان النجم كان الطرف الأفضل في اللقاء وهذا أبرز ما جاء على ألسنة بعض اللاعبين. أيمن دحمان: بفضل الروح القتالية أريد أن أهدي اللقب إلى عائلتي وكل «الصفاقسية» ولابد من الاشارة إلى العمل الكبير الذي قام به الاطار الفني القديم والحالي والأكيد أن التتويج كان بفضل الروح القتالية. حمزة الجلاصي: لم نكن مستعدين للتنازل عن الكأس كنا متعلقين بالكأس ولم نكن مستعدين للتنازل عنها وذلك لإرضاء الجمهور والهيئة وكل الأطراف التي تعبت من أجل هذا اللقب الذي كنا ننتظره من سنوات. النجم كان أفضل على الميدان ولكننا عرفنا كيف نتوج. محمد علي منصر: نهدي اللقب لجمهورنا الوفي هذا اللقب أريد إهداءه إلى الجماهير الوفية.. كل الأطراف كانت مصرة على التتويج وقد تحقق ذلك والحمد لله. فراس شواط: أفضل بداية للموسم الجديد مبروك على كل «الصفاقسية» وهذه أفضل بداية للموسم الجديد.. من الرائع أن يبدأ الموسم بكأس تونس.