كعادتها ستبدأ بطولتنا المحلية بالمشاكل حيث تؤكد المعلومات القادمة من مؤسّسة التلفزة الوطنية أن نقل مُباريات الجولة الافتتاحية في الشك. وتفيد مصادرنا أن القناة العمومية دخلت في مفاوضات "ماراطونية" مع جامعة الكرة من أجل الوصول إلى اتفاقيات رسمية بخصوص معاليم النقل التلفزي للمقابلات غير أن هذه المُحادثات كانت مُتعثّرة. شروط الجامعة أصبح عقد الشراكة الذي يربط الجامعة بالتلفزة التونسية في خبر كان بمجرّد نهاية السّنة الرياضية 2018 / 2019. وكان لِزاما على الطرفين الجلوس على طاولة النقاش لإمضاء عقد جديد وقد تحركت مؤسّسة التلفزة فعلا لمعالجة هذا الملف خاصّة أن مُنافسات البطولة ستنطلق يوم السبت القادم. لكن يبدو أن لغة الحوار تعطلت خاصّة أن الشروط المالية للجامعة "مُجحفة" وتلفزتنا العُمومية "مُفلسة" وقد لا تحتمل ميزانيتها التضحية بعدة مليارات للظفر ب"منتوجات" وديع الجريء. وتضيف مصادرنا أن الجامعة تريد الحصول على خمسة مليارات للتفريط في حقوق نقل مُباريات الرابطة "المُحترفة" الأولى. وحدّدت الجامعة سعر الكأس بمليار ونصف مُقابل مليون دينار للرابطة الثانية ومِثله بالنّسبة إلى نشاط المنتخب الوطني. وبناءً عليه فإن التلفزة مُطالبة ب"إهدار" قرابة 8.5 مليار من المَال العمومي لدخول الملاعب ونَقل المُقابلات. وهذا الرقم ضخم ومُبالغ فيه قياسا بالجودة المتدنية للبضاعة التي ستقدّمها الأندية والمنتحب وبالنظر كذلك إلى الوضعية المالية للتلفزة التي "تَشهق ما تلحق". ونقول هذا الكلام دون "التعسّف" على الجامعة التي من حقها أن تكون "براغماتية" وتُملي شروطها طالما أن الجمعيات منحتها صكا على بياض لتفعل ما تشاء وطالما أن التلفزة التونسية وتحديدا حصة رازي القنزوعي "ركعت" لرئيس الجامعة ل"يتغوّل" ويُهدّد الناس ب"مجاعة كروية" تنضاف إلى "مأساة" قطع الماء والكهرباء والنّقص في الدواء. «شوفلي حلّ» هو عنوان السلسلة الهزلية التي مازالت الوطنية الثانية تجترّها لغياب الأفكار والتصوّرات التي بوسعها تفعيل دور هذه القناة بدل أن تعيش كامل عمرها على "البايت". و"شوفلي حل" هو أيضا الشعار الذي سترفعه مصلحة الرياضة في "أزمة" المفاوضات الجارية مع الجامعة على أمل التوصل إلى اتّفاق يضمن حقوق الشعب في الفُرجة على مقابلاته المحلية وحتى لا "يَلعن" اليوم الذي انتخبت فيه الجمعيات "دكتاتورا" مِثل وديع الجريء. وتُراهن التلفزة التونسية على علاقتها التاريخية مع جامعة الكرة وتفهّم مكتب الجريء للوضعية المالية ل"القناة الأم" والتي تعيش كما معلوم من مال الشّعب. وإذا تمسّك الجريء بسلك طريق العناد كما جَرت العادة فإن التلفزة ستضع آمالها على رئاسة الحكومة للتدخّل بالحُسنى ضمانا لحقوق المواطن التونسي في التمتّع بمنتوجاته الكروية. ومن واجب الحكومة طبعا الحسم في مثل هذه النزاعات خاصة أن الأمر يتعلّق بالمرفق العُمومي ولن يتسنّى للجريء في هذه الحالة استخدام "فزّاعة" "الفيفا" ليُرهبنا بحكاية الخلط بين السياسة والرياضة (ولو أن التسميات التي أطلقها مؤخّرا على الكأس تؤكد أن الرّجل متورّط في السياسة حدّ النخاع). ونأمل في الوقت نفسه أن لا يقع توظيف التدخل "المُحتمل" للحكومة لخدمة مآرب أخرى خاصّة أنّنا نعيش على وقع الانتخابات. ونؤكد في الختام أن الجامعة والتلفزة كان بوسعهما حلّ هذا الاشكال بمنأى عن الضّجيج والوساطات ونستغرب في الحقيقة التسويف الحاصل في مُعالجة هذا النزاع خاصّة إذا علمنا أن النسخة الأخيرة من البطولة انتهت منذ منتصف ماي. والخوف كلّ الخوف أن تكون الجَماعة قد انشغلت ب"الخلاعة" وأهملت حقوق الناس في الفُرجة على بطولة "مرجان أحمد مرجان" والوصف لنجمنا السّابق حاتم الطرابلسي.