هي «صاحبة السكون الصاخب» على حدّ تعبير المطرب العربي الخالد محمد عبد الوهاب وهي «صوت الأنثى الضعيفة الخجولة التي تخاف من البوح عمّا في عالمنا الذاتي من أحاسيس وأعتقد أنها أفضل من غنى قصائدي وعبّر عنها» كما عبّر عن ذلك نزار قباني. اسم يسبقه تاريخ طويل من الأعمال الفنية التي عشقها الجمهور، نجمة ذات اشعاع طاغ أحاط بها على امتداد حياتها الفنية. أغنياتها هي احلامنا الأولى... حكاياتنا... ورومانسيتنا الضائعة التي نبحث عنها اليوم هنا وهناك في ثنايا الذكريات والحنين والحبّ البعيد. هي نجاة الصغيرة بلسمنا وقت الحيرة والتردد.. والبحث عن الشفق الأحمر وسط دياجير الظلام. نجاة الصغيرة المتعة الفنية والصفاء الروحي والهمس الصاخب. 1977 في تونس عند تصفحنا أوراقا من الزمن الابداعي الجميل استوقفتنا وثيقة تعود بنا الى صائفة 1977 عندما حطت طائرة قادمة من القاهرة وعلى متنها صوت الحب والرومانسية الحالمة... نجاة الصغيرة وهي في قمة المجد الفني... استقبلت تونس واحتفلت بذه الصوت الرومانسي الذي يحمل بداخله عاطفة جياشة وألق وأناقة... جسّدتها وجسّمتها في أغنيات لعمالقة الطرب.. هديتها الى ذائقة تونسية عشقت القصيد وتعلقت بالأنغام العربية الاصيلة. نجاة في قمة العطاء الفني.. وبجمالها الهادئ.. شدت لتونس «ساعة ما بشوفك جنبي» و«إلا أنت» و«أيظن» هذا القصيد الذي كان خاتمة لقاء مع الشاعر الخالد نزار قباني الذي لم يسبق له ان التقاها فكان ان أرسل لها قصيد «أيظن» عبر البريد العادي شدتها المعاني وسرّها المضمون فكان الاتصال بالمطرب محمد عبد الوهاب الذي لم يتردد في تلحين هذا القصيد سنة 1976» وكان فاتحة تعاون فني بين نجاة ونزار وسيحفظ التاريخ الموسيقي أن «أيظن» هو أول قصيد لنزار قباني أخذ طريقه الى الموسيقى والغناء والتلحين.