فتحت الحكومة السورية أمس الخميس ممرات آمنة لتأمين خروج آلاف المدنيين من مدينة ادلب لتجنيبهم ويلات الحرب التي ستندلع بين قوات الجيش السوري والارهابيين فيما قام الجيش بغلق كل المنافذ على المسلحين لمنعهم من التسلل وذلك في اطار الاستعداد لاقتحام هذه المدينة. دمشق (وكالات) أعلنت وزارة الخارجية السورية امس الخميس فتح معابر لخروج المدنيين الراغبين من المنطقة التي تشهد تصعيداً عسكرياً منذ أشهر في إدلب في شمال غربي البلاد، وذلك غداة سيطرة الجيش السوري على مدينة خان شيخون الإستراتيجية في المحافظة ذاتها، ومحاصرة الارهابيين في منطقة واسعة ممتدة من جنوبالمدينة وصولاً إلى ريف محافظة حماة الشمالي المحاذي لإدلب. وقال مصدر في وزارة الخارجية في تصريح نشرته الوزارة على موقعها الالكتروني امس الخميس أنه "في إطار الاهتمام بأوضاع المواطنين والتخفيف من معاناتهم جراء ممارسات المجموعات الإرهابية تعلن الجمهورية العربية السورية عن فتح معابر إنسانية في ادلب".وأضاف أن "المعابر بحماية قوات الجيش العربي السوري وذلك لتمكين المواطنين الراغبين في الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي". وأشار المصدر في وزارة الخارجية إلى أنه "سيتم تأمين كافة احتياجات هؤلاء المواطنين من المأوى والغذاء والرعاية الصحية". وبدأ الجيش السوري منذ أكثر من شهر عملية عسكرية واسعة النطاق انطلاقا من ريف حماة لاستعادة السيطرة على ريفي حماة وإدلب بعد فشل تركيا في تنفيذ التزاماتها بإخراج تنظيم جبهة النصرة الإرهابية و أسلحتها من منطقة خفض التصعيد بحسب ما نص عليه اتفاق سوتشي.ومن جهته قال مساعد وزير الخارجية أيمن سوسان أن "من يقوم بإعاقة الخروج الآمن بأي شكل من الأشكال، سواء من لمجموعات الإرهابية أو من يقف وراءهم، وتحديدا النظام التركي، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المدنيين". وكان الجيش السوري قد استعاد خلال الساعات الماضية إضافة إلى مدينة خان شيخون، مناطق في محيطها لتغلق بذلك كل المنافذ أمام نقطة مراقبة للقوات التركية. وفي سياق متصل فتحت قوات الجيش السوري، امس الخميس، النار على موقع مراقبة تركي في شمال غرب سوريا لكن لم تحدث خسائر بشرية، وفقا لما ذكره مسؤولان تركيان لوكالة رويترز للأنباء . وتأتي الواقعة بعد ضربة جوية استهدفت رتلا عسكريا تركيا يوم الإثنين الماضي وقالت تركيا إنها تسببت في مقتل ثلاثة مدنيين أثناء تحرك الرتل باتجاه الجنوب نحو موقع مراقبة آخر.وأقامت تركيا 12 موقع مراقبة في شمال غرب سوريا بموجب اتفاق مع روسيا وإيران.وذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أمس ، أن جميع مواقع المراقبة التركية ستواصل عملها وسيستمر تقديم الدعم لها. وتُعد الدولة السورية تواجد القوات العسكرية التركية بالإضافة إلى قوات أمريكية و أخرى تتبع التحالف الدولي غير شرعي و بمثابة احتلال، مطالبة بانسحابهم من الأراضي السورية على الفور. وعلى صعيد سياسي، أعربت روسيا ، امس الخميس، عن ترحيبها ببسط قوات الجيش السوري السيطرة على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب السورية. وفي تصريح صحفي، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: "لقد كان الحديث يدور منذ البداية عن أن مكافحة المجموعات الإرهابية ستستمر في جميع المناطق (السورية) بدون استثناء، لا سيما مكافحة الإرهابيين الذين يواصلون هجماتهم ضد القوات المسلحة السورية"، إلى جانب استهدافهم قاعدة حميميم الروسية أيضا. وتابع: "لهذا السبب، لا يسعنا طبعا سوى الترحيب بأي انتصارات صغيرة من هذا النوع أو انتصارات أكثر أهمية على هذه المجموعات".