تونس (الشروق) تواصل الشروق تقديم المترشحين للانتخابات الرئاسية حسب الترتيب الذي اصدرته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في قائمة المترشحين المقبولين أوليا. وبعد تقديم المترشحين منجي الرحوي ومحمد عبو وعبير موسي ونبيل القروي ومهدي جمعة و محمد لطفي المرايحي وحمادي الجبالي وحمة الهمامي والمنصف المرزوقي وعبد الكريم الزبيدي،، نقدم اليوم المترشحين محسن مرزوق و محمد النوري الجويني. وتهدف الشروق من خلال هذه المبادرة الى التعريف بالمترشحين وتقديم المعطيات حول تاريخهم وهويتهم السياسية وجميع ما يتعلق بحياتهم المهنية والاجتماعية، مع التعويل على آراء الخبراء والمحللين وقراءتهم حول طبيعة كل ترشح والحظوظ في الفوز في الانتخابات. 11 - محسن مرزوق ولد في 10 جويلية 1965 بالمحرس من ولاية صفاقس في أسرة بسيطة تنتمي الى الطبقة العاملة. في بداية التسعينات نال شهادة التعمق في البحث التي تعادل الماجستير في الدراسات الاجتماعية وهو ذات التخصص الذي سلكه في شعب الباكالوريا بعد سنوات من الانقطاع جراء قرار بالطرد من معاهد الجمهورية على خلفية نشاطه السياسي في الحركة التلمذية، وعرف بنشاطه السياسي والنقابي البارز في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس، وكان من بين المجندين قسريا في رجيم معتوق اواسط الثمانينات كما نال ماجستير اليونسكو في العلاقات الدولية. انتمى محسن مرزوق في الجامعة إلى تيار الوطنيين الديمقراطيين خلال أوج الصراع الطلابي بين اليساريين والإسلاميين، واكتسب خبرة مهنية طويلة من عمله في مجالات التنمية البشرية والحقوق والحريات باعتباره خبيرا في حقوق الإنسان وناشطا سياسيا، كما أسس مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية، وتولى مسؤوليات قيادية في عدة مؤسسات خارج تونس منها الادارة الاقليمية لمؤسسة «فريدوم هاوس» الأمريكية. ساهم محسن مرزوق في تأسيس نداء تونس سنة 2012 وكان في صفوف قيادته التأسيسية، وترأس الحملة الانتخابية للحزب في سنة 2014 ثم عين مستشارا سياسيا للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ثم امينا عاما للحزب في ماي 2015 قبل استقالته من الامانة العامة في العام نفسه وتأسيسه لحزب مشروع تونس في مارس 2016 وتقدمه للسباق الرئاسي في العام الحالي. رأي خبير ومحلل عادل بن يوسف (محلل سياسي ومؤرخ) من الخمسة الاوائل طبيعة ترشح محسن مرزوق للانتخابات الرئاسية تختزل رصيدا نضاليا مهما سيما وأنه ناضل في الحركة التلمذية وكذلك في الجامعة وهو من جيل الحركة الطلابية اليسارية،كما يمتاز أيضا بتكوين مميز وقدرة فائقة على الخطابة والالتصاق بالعمق الشعبي الذي ينحدر منه وهي معطيات مهمة في تصنيفه ضمن الخمسة الاوائل في التنافس الرئاسي القادم. في المقابل لعل الأفكار التي يحملها محسن مرزوق والمبادئ التي ناضل من أجلها في مسيرته التلمذية والسياسية والتي لم تلق طريق التجسيد من خلال تجربته السياسية قد أنتجت ممارسة سياسية شابتها انتقادات عديدة في سياق التعامل مع الواقع السياسي الجديد وعقد التحالفات الممكنة. اضافة الى ذلك وقياسا بتعدد الترشحات في الانتخابات الرئاسية القادمة وخاصة ضمن العائلات السياسية التي ينتمي اليها محسن مرزوق فإنّ اختيار الناخب عموما للمترشحين تسوده ضبابية ويمكن ان يرتبط بطبيعة الحملات الانتخابية القادمة كعامل اختيار ثان ينضاف الى ماضي المترشح. عموما، يمكن القول بأن عنصر التميز في الخطابة والإلمام الفكري والسياسي اضافة الى الاصل الاجتماعي من شأنها ان تمثل دوافع ايجابية في حظوظ محسن مرزوق وان تؤهله الى التموقع ضمن الخمسة الاوائل المتنافسين بجدية في السباق الرئاسي. 12 - محمد الصغير النوري ولد سنة 1950 بسيدي بوزيد،دكتور في الاقتصاد ومهندس في التقنيات الحديثة. زاول محمد الصغير الجويني تعليمه العالي بالجامعات الفرنسية حيث تخرج مهندسا في التقنيات الحديثة من جامعة دوفين بباريس وتحصل على ماجستير الاقتصاد المقارن من الجامعة نفسها فضلا عن دكتوراه ثانية في اقتصاد التنمية. في رصيد محمد الصغير الجويني 30 سنة من الخبرة في مجال تخصصه راكم من خلالها شبكة علاقات دولية محترمة، منها 17 سنة عملا في شركة ‹›texas instrument›› التي أدار فيها وحدة الاعمال باوربا و10 سنوات من العمل في شركة ‹›europe technologies›› علاوة على مشاركته في انقاذ عدد من الشركات الاوروبية من الأزمات المالية. شارك محمد الصغير الجويني بين 2007 و 2017 في بعث عدد من الشركات في مجال التقنيات الحديثة والفلاحة البيولوجية ومنها «RFIT Technologies «في اوروبا، وITGWANA Technologies في تونس و Spiruline Gatrana، كما انخرط في العمل التطوعي بعد الثورة وكانت له اسهامات في بعث عدة مشاريع جمعيتية نموذجية. وقدم محمد الصغير الجويني ترشحه لرئاسية 2014 قبل إسقاط ملفه الذي لم يستوف شروط الترشح، ثم خاض غمار الانتخابات البلدية كمستقل حيث فازت القائمة التي ترأسها بالمرتبة الأولى في بلدية لسودة ، وأسس مع عدد من المستقلين ائتلاف تحت مسمى « الاتحاد الوطني للمستقلين» الذي شارك بقائمات في الانتخابات التشريعية 2019، وذلك قبل إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. رأي خبير ومحلل باسل ترجمان ( كاتب صحفي ومحلل سياسي) الترشحات المستقلة حظوظها ضعيفة أولا من حق محمد الصغير الجويني الترشح للانتخابات الرئاسية وهذا حقه الدستوري، لكن استقراء طبيعة الترشح بطريقة موضوعية تحيل الى عدم معرفة الوسط الاعلامي والوسط السياسي عن شخصه الكثير وهذا معطى مهم في قياس حظوظ الفوز لديه ولترشحات أخرى مشابهة. ومن خلال السيرة الذاتية للمترشح نتبين خبرته في مجال تخصصه لكن وجب الاشارة الى ان منصب رئيس الجمهورية ليس له بعد اقتصادي بالأساس فهو يتعلق بمجالات الدفاع والأمن القومي والسياسة الخارجية وصون الدستور ، وبالتالي فإن هذا النوع من الترشحات كان من الممكن ان يتسم بالجدوى لو كان مثلا في الانتخابات التشريعية او في خطط ومناصب يمكن من خلالها استغلال الزاد العلمي والمعرفي والتخصص في طبيعة المنصب. واجمالا، من حق كل مواطن الترشح والحلم والتطلع الى الحظوظ الوافرة احيانا، غير أن القراءة الموضوعية لطبيعة المشهد السياسي تحيل الى ضعف حظوظ جل المترشحين المستقلين خاصة من بين الذين لا يعرف عنهم التونسيون الشيء الكثير.