دأب مربو المواشي كل موسم على جز مواشيهم وهذه العملية عادة ما تكون مع أواخر فصل الربيع وبداية فصل الصيف.ونظرا لكون الجهة معروفة بتربية الأغنام وللإسراع بالجز ينظم الفلاح يوما تطوعيا يستدعي فيه أهله وجيرانه لمساعدته على هذه العملية.في اليوم المحدد يأتي المدعوون وكل واحد منهم يحمل معه « جلم».ويشرع في العمل باكرا وللحث على الإسراع في إنهاء الجز في أقل وقت ممكن يتسابق الحاضرون على جز أكثر عدد ممكن من الأغنام.من جهة أخرى تشرع ربة البيت قي تحضير فطور الصباح وعادة ما يكون إما عصيدة بالزبدة العربي والمعروفة بالجهة باسم «الدهان»أو رفيس مع الحليب... ولحث العمال على العمل يبدأ صاحب القطيع بالصلاة والسلام على الرسول ويذكر المدعوين بالرسول الأكرم وأن ما يقومون به يعود بالنفع على البشر. كما أن ربة البيت بدورها تحث الحاضرين على العمل ومن حين لآخر تطلق قريحتها ببعض الأغاني التي تؤدى في مثل هذه المناسبات.وهذه الأغاني مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذا النشاط العملي وقد ظلت تتناقل بطريقة شفاهية طيلة عقود من الزمن وتؤدى من باب الترفيه والتسلية لإضفاء روح الدعابة بين الحضور. وفي نفس الوقت يتم تصنيف «جزة الصوف»إلى بيضاء وسوداء وغشوة. الجز الكهربائي هذه العادة الحميدة تكاد تنقرض إن لم نقل انقرضت تماما في أغلب الجهات أولا لأن عدد القطيع انخفض ولم يعد الفلاح تستهويه تربية المواشي لارتفاع تكاليف تربيتها ومن ناحية ثانية أصبحت العملية تقام باستعمال مقص كهربائي ولا تتطلب عمالا فيكفي شخصان للقيام بهذه المهمة في ظرف زمني قصير.