أكد عدد من الفلاحين من معتمدية السبيخة (القيروان) أن أسباب غلاء أسعار الأضاحي هذا العام تعود الى ارتفاع الأعلاف وتكلفة الحراسة والى تفشي ظاهرة سرقات المواشي. بينما تشير المعطيات الرسمية الى انه من بين أسباب ارتفاع الأسعار هو نقص الأضاحي. ويعود هذا النقص إلى الذبح العشوائي وغير المراقب خارج المسالخ البلدية الى جانب غياب الإرشاد الفلاحي ودعم الفلاح وتحدث الفلاحون عن تلاعب بمادة السداري وبيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية.
وأكدوا ان تربية الماشية أصبحت مكلفة بشكل كبير ولا يجني منها الفلاح أيّة أرباح. وتحدثوا عن تدخل السماسرة الذين يربحون أضعاف ما يربحه الفلاح. بينما يتكبد الفلاح مصاريف نقل الماشية الى الأسواق ودفع «المكس» عند دخول السوق والمقدر ب5 بالمائة ثم يطالب بدفع معاليم التسجيل عند البيع.
الامر الآخر الذي يشغل الفلاح هو حماية قطيعه من السرقة.
حيث على امتداد أيام تربية الخرفان تتعرض القطعان في عديد الأماكن الى عمليات سطو تصل أحيانا الى السطو المسلح ويتعرض الفلاح واسرته الى العنف. وهذا الامر تحدث عنه معتمد بوحجلة في جلسة حول الاستعداد للموسم الفلاحي. وأكد انه اثناء زيارته الى منطقة المويسات استمع الى تشكيات الفلاحين من السرقات وعمليات السطو مقابل غياب كلي لتدخلات أعوان الحرس. واكد خالد مرزوقي (من نصر الله) ان شقيقه تعرض الى عملية سطو كما تعرض آخرون الى عمليات مماثلة فقدوا على إثرها قطعان الأغنام.
وقد نجح أعوان الأمن مؤخرا في حجز قطيع غنم مسروق أثناء محاولة المشتبه فيهم بيعه في السوق.
ويطالب الفلاحون بالحماية الأمنية وبتوفير العلف من أجل مساعدته في توفير حاجة المستهلكين من اللحوم والالبان. وقد لوحظ عزوف عديد الفلاحين عن تربية الماشية والنزوح من المناطق الريفية النائية التي كثرت فيها الاعتداءات. بل إن ما يلاحظ حسب تصريح مسؤول فلاحي هو ان الفلاح لم يعد يبادر الى تربية أضحيته ولم يعد قادرا على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار المولدي الرمضاني رئيس اتحاد الفلاحين ان الفلاح يواجه صعوبات كبيرة تستوجب تدخل الامن والإدارة خصوصا في مسألة إسناد رخص بيع الأعلاف.
ووصف الفلاحين الصغار بالمعطلين منبها من جهة ثانية الى خطورة نقص اليد العاملة الفلاحية التي تحولت الى العمل في آليات الحضائر وهجرت العمل الفلاحي.