ملاحظة نستأنف الرحلة في مسيرة الملحن العربي الخالد رياض السنباطي بعد غياب اضطراري **** شهدت الحرب العالمية الثانية نشاطا فنيا متعدد الجوانب فمحمد عبدالوهاب كرس نشاطه لشركته السينمائية ولشركة اسطوانات « كايرو فون» وفريد الأطرش اخذ يحتل مكانته الفنية من خلال اغانيها العاطفية والحانه الخفيفة الشعبية منذ أواخر الثلاثينيات وشيخ الملحنين زكرياء احمد، خص ام كلثوم بروائعه والقصبجي عاشق الأصوات الجميلة،ظل وفيا لام كلثوم وليلى مراد واسمهان ومحمود الشريف ,وكرس فنه لمحمد عيد المطلب وعبد الغني السيد اما السنباطي الذي رسخ قدمه بين الملحنين الكبار فقد قصر نشاطه على تقديم اعمال من نوعية خاصة ورفيعة المستوى وكانت باكورة هذه الاعمال قصيدة « يالواء الحسن» التي سجلها لإذاعة الشرق الأدنى انتقى السنباطي هذه القصيدة بالذات لأنها تسجل موقفا عاطفيا تاريخيا شهيرا للشاعر إسماعيل صبري وعرفت ما قبل غنائها من قبل السنباطي باسم قصيدة « الثلاثاء « وليلة الثلاثاء تعني الاجتماع الأسبوعي في بيت «مي زيادة» ,من رجالات مصر ومشاهيرها من سياسيين وادباء وشعراء ,وكان على راس هؤلاء العشاق احمد السيد ومصطفى صادق الرافعي وعباس محمد العقاد وحافظ إبراهيم واخرون من الذين احبوها وهاموا بها ونظموا فيها روائع شعرهم ...غير ان حب الشاعر الكبير « إسماعيل صبري» كان حبا من نوع اخر خالف فيه كل عشاقها وما نظموه وكتبوه عرفت هذه القصيدة واشتهرت باسم « سا لواء الحسن» مذ غناها السنباطي في سنة 1940ةاعتبرت عند ظهورها من اجما القصائد نظما ولحنا القصيد الثاني الذي لحنه أيضا هو قصيد» حديث عينين « للشاعر احمد فتحي وقد عرض السنباطي على ام كلثوم فرفضته لأنها وجدت فيه تحديثا يختلف واسلوبها في الغناء، نصح القصبجي بان يعطي اللحن لأسمهان لتكون بذلك هذه الاغنية فاتحة التعاون بينهما .... اختار السنباطي بعد جهد فني امتدد على سنوات دون انقطاع، التفرغ لزوجته بعيدا عن مشاغل الموسيقى وذلك بقضاء فترة من الراحة، غير ان المفاجأة أطلت عليه من ام كلثوم من خلال مونولوغ « هلت ليالي القمر «وطلبت اليه ان يلحنه لتغنيه في نهاية موسمها، وهكذا عكف على تلحين هذا المونولوغ بهمة العاشق الذي لايمل من محبوبته حتى انهاه حققت « هلت ليالي القمر « نجاحا منقطع النظير والاغنية الوحيدة التي استطاعت الوقوف امامها سنة 1940هي « ما دام تحب يتنكر ليه « للقصبجي . يتبع