السنباطي الذي يحلم بالمجد، عرف في قرارة اعماقه أنّ يكون مطربا ولعله توصل الى هذا القرار بعدان ايقن انه لن يستطيع بصوته ان يزاحم عملاق الطرب على مكانته وعلى الرغم من هذا فإنّ حنينه الى الغناء كان يدفعه دائما الى تقديم وصلتين غنائيتين في الإذاعة المصرية التي افردت له يوما في الاسبوع وكان يخص نفسه بروائع الشعر فيلخنه ويغنيه وكان على اتصاله الدائم بصديقه الشاعر الغنائي احمد فتحي الذي سبق ولحن له –همسات* و*الزهرة* حافزا ليلحن المزيد من روائعه وهكذا ولدت قصيدة *فجر* التي احدثت عند ظهورها دويا لم تحدثه قبلها سوى* الجندول* على الرغم من ان الفرقة الموسيقية المتواضعة التي رافقته والتي جعلت محمد عبدالوهاب يتحدث عن السنباطي في العزف مشيرا الى ان السنباطي عندما ينقطع عن العزف مع فرقته الموسيقية لضبط اوتار عوده فان المستمع يكتشف كما في قصيدة *فجر* بأن عدد العازفين لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة وان السنباطي عندما ياود العزف مع فرقته يحسب المستمع ان الفرقة تتكون من عشرين عازفا ويمكن اختيار قصيدة *فجر* التي مازالت تطرب الملايين من عيون الغناء العربي الكلاسيكي حتى ان السنباطي نفسه لم ينج من تأثير نغماتها إذ نجده يستقي منها بعد سنوات وكان ذلك في سنة 1946 لحنه الشهير لام كلثوم *هلت ليالي القمر* والذي يستمع إلى الاغنيتين وكلتاهما من مقام الراست يكتشف ذلك بسهولة. في قصيدة فجر وحد السنباطي بين الموسيقى بالشعر وضرب- وهو المحافظ على القوالب التقليديةفي الغناء- بتلك القوالب عرض الحائط عندما استغنى عن المذهب وترك شاعريته تقوده بعفوية بالغة.