إعداد: محسن بن احمد اقتنعت ام كلثوم براي القصبجي وتوزعت اغاني الفيلم بين القصبجي والسنباطي فكان من نصيب القصبجي أغاني «منيت شبابي» و»يا اللي صنعت الجميل» و»نامي يا ملاكي» و»يامجد» ومن نصيب السنباطي أغاني « نشيد الجامعة « و»افرح يا قلبي» و»قضيت حياتي» ويمكن اعتبار1936 عام التحول الكبير في اعمال السنباطي الغنائية من ذلك – كما سبقت الإشارة –تلحينه أغاني فيلم « نشيد الامل» القطيعة الأولى مع أم كلثوم لكن ما ان أنهى رياض السنباطي تلحين أغاني فيلم «نشيد الامل» حتى اعترى علاقته بأصدقائه نوع من الفتور المقترن بالعصبية والحساسية وشمل هذا الفتور فيما شمل ام كلثوم التي لم يمض على ارتباطها الفني به أكثر من ثلاث سنوات، وكانت القطيعة التي امتدت طيلة 3 سنوات من 1936 الى 1939 ولم تعد الى صفائها الا بعد ان زالت الأسباب التي جعلت السنباطي يتخذ موقفه هذا دون ان يعبأ بالخسارة التي نجمت عن ذلك. انهمك رياض السنباطي سنة 1939 في تلحين أغاني فيلم «شيء من لا شيء «بطولة عبد الغني السيد ونجاة علي ليضيف رصيدا جديدا من الأغاني التي حملت اليه مزيدا من الشهرة وقد اشتهرت من أغاني هذا الفيلم اغنية « يا اسرة قلبي يا ملاكي»... لعبت الصدفة دورها حيث جمعه لقاء بأم كلثوم، اثناء تسجيله لإحدى أغاني الفيلم ... جرى عتاب طويل بينهما انتهى بتوطيد صداقتهما القديمة والاتفاق على تلحين مونولوغ جديد للشاعر احمد رامي. وهكذا أزهرت حياة السنباطي فعكف على مونولوغ «كلما الفجر بدا» لينتهي من تلحينه ذات ليلة عند الفجر... وفي تلك الفترة من 1939 تدفقت عبقرية السنباطي ليعطي ام كلثوم الى جانب الروائع التي غنت، اغنيتي « فاكر لما كنت جنبي» و»لما انت ناوي تهاجريني». كانت تلك الفترة من حياة السنباطي التأليفية من أخصب فترات حياته فقد كان عاشقا وكان يعزف من حبه الحانا ما كان غيره يستطيع ان يضمها كان في اوج سعادته واوج عطائه. وللإشارة فان السنباطي ابي النفس يرفض الخضوع والاستكانة لذا فان عودة الصفاء بينه وبين ام كلثوم لم يكن بتلك البساطة التي تمت عند اللقاء صدفة اثناء تسجيل اغنية فيلم « شيء من لا شيء « وانما نتيجة لحاجة ام كلثوم اليه. (يتبع)