بعد ظهور فيلم «أنشودة الفؤاد» بين سنتي 1932 و1933,عرض على السنباطي ان يلحن أغاني فيلم سيضطلع ببطولته المطرب الناشئ احمد عبد القادر لم يأت هذا العرض عفويا وانما بعد نجاح السنباطي الكبير في الأغاني الدينية التي لحنها لهذا المطرب والتي اشتهرت منها اغنيتان « قيام الحجاج» و» عودة الحجاج» ... وكان هذا الضرب من الغناء الديني جديد في كل شيء بعد ان ظل جامدا على التقاليد الموروثة ووقفا على أصحاب الصوفية وعلى الفرق الخاصة التي اعتادت ان تؤدي المدائح النبوية وحفلات الموالد والافراح والختان غير ان الفيلم والذي بعنوان « سلمى « لم يحقق النجاح المنتظر ولكن الأغاني رفعت من مكانة السنباطي كملحن وجعلت المطربين والمطربات الأكثر شهرة يزدادون اقتربا منه، في تلك الفترة من حياته، اهتم السنباطي بإحياء الحفلات الشهرية التي كان يساهم فيها بألحانه الى جانب الاعمال التراثية التي كان يستهل الغناء بها اللقاء بأم كلثوم في حوار قديم له تحدث رياض السنباطي عن لقائه بأم كلثوم بالقول «...سمعتها كما سمعها الملايين وعشقتها كما عشقها الملايين ,الى ان جاء من يقول لي –ان ثومة قد سمعتك في الإذاعة وهي تود رؤيتك وكنت في ذلك الوقت ممتلئا بالحماسة وفي راسي انغام وموسيقى لا تجد متنفسا ولا اعثر على من يغنيها ...ولم اكن أتصور انني بعد مجيئي الى القاهرة بفترة قصيرة ساقوم بالتلحين لام كلثوم نفسها ...ولكن أم كلثوم قدمت لي اغنية « النوم يداعب عيون حبيبي « وكلفتني بتلحينها فلم اتردد ,وكانت تلك أولى قطرات الغيث فقد لاقت نجاحا كبيرا ومن يومها وانا اسكب في أغاني ثومة عصارة فني وروحي ,لحنت لها قصائد ومونولوغات واناشيد وطنية وكان كل منها يختلف عن اللحن الاخر روحا ومعنى « ...ثم كانت « على بلدي المحبوب» ثاني لحن يقدمه السنباطي لام كلثوم . مثل مونولوغ « النوم يداعب عيون حبيبي « نقطة انعطاف في حياة السنباطي، اتضحت معالم شخصيته الفنية لأول مرة وفيه سجل الغناء قفزة نوعية في التجديد وكان على السنباطي ان يتابع الطريق فسيد المونولوغ – محمد القصبجي-تجاوز بأعماله اللاحقة التي ظهرت في فيلم « وداد «ما أعطاه السنباطي في مونولوغ « النوم يداعب عيون حبيبي» ... ومن هنا بدا التنافس على شاعرية المونولوغ بين الثلاثي الكبير « القصبجي وعبدالوهاب والسنباطي».