جندوبة (الشروق) مازالت جهة جندوبة بمختلف مدنها وقراها تعيش على الموروث الحضاري والعادات والتقاليد التي توارثها اهلها بين محافظ عنها كما هي وبين مطور لها لتكون في جميع الأحوال جزءا لا يتجزأ من الماضي والحاضر ونتعايش بها لأجل المستقبل. ومن بين العادات والتقاليد بجهة جندوبة عادة العولة الصيفية من الكسكسي والمحمصة حيث تتسابق العائلات لإحضار العولة في يوم بهيج تضرب له المواعيد ويستعد لها مسبقا حتى انها يقال «اليوم عولة في دار فلان» فتتجند النسوة كامل اليوم لإحضار عولة الكسكسي فيتحول قنطار اوقنطار ونصف كل حسب حاجته واستهلاكه من «سميد أحرش» فتمر العولة بمراحل عديدة تبدأ بتنظيف السميد من الشوائب وإزالة الرطب منه ثم إلى عملية الاحضار والتي تتقاسم مراحلها النسوة بطريقة شبيهة بعمل السلسلة ونأتي إلى المرحلة الأخيرة والتي تكون على طريقتين يكون بهما الكسكسي جاهزا للاستعمال فإما « مفور « على الكسكاس والنار وأما» شمسي « يجفف تحت أشعة الشمس الصيفية الحارقة وبعدها يتم التجفيف بالساحات اوباسطح المنازل ويضعون حوله كحواجز البصل لطرد النمل ومنع تسربه للعولة . بين «الخياطة» و«الكسكسي المجرع» والعولة تبلغ قمة الفعل التقليدي في أرقى معانيه من خلال « الخياطة وزغردة النساء « . و»الخياطة» هي مصطلح الإيقاع بأول الزائرين فتقول له النسوة « الخياطة عليك « وتتعالى الزغاريد ايذانا بوقوع الضيف في الفخ مما يضطره ووسط جو من البهجة والسرور بإحضار هدية من اقرب « حانوت « تكون في العادة « شامية « أونوع من المشروبات الغازية البلورية أو» كيلوومائة « (شاي وسكر) . اما الفعل الثاني ليوم العولة يتمثل في احضار الكسكسي المجرع والذي يعتبر عروس العولة. والكسكسي المجرع هو اكلة الضيوف والنساء واهل الدار حيث يتم تفوير الكمية الكافية للغداء واحضار مرق يكون أساسه البصل والقرع الأحمر والحمص ويتم مزجه مع الحليب ويقدم ساخنا للحضور . وهذه العادة تراجعت بشكل لافت بحكم غزوالعولة الجاهزة للأسواق رغم أن العائلات بالأرياف مازالت تحافظ على هذه العادة .