جندوبة «الشروق»: تختزل جهة جندوبة جملة من العادات والتقاليد ظلت صامدة في وجه التقدم العلمي والحضاري لتؤكد أنها كانت ولا تزال غايتها نبيلة . ومن العادات التي ظلت محافظة علي وجودها ونكهتها بالمدن وخاصة بالأرياف عادة العولة صيفا. والعولة تكون لمخزون العائلة كامل السنة من الكسكسي وبدرجة أقل بالمحمصة وتشهد العديد من العائلات تسابقا وتلاحقا من أجل تحصيل العولة حين تقتني العائلة ما يكفيها من السميد كل حسب عدد أفراد العائلة أو حسب درجة استعماله السنوي الكسكسي والمحمصة لتنطلق بعدها عدد من النسوة قد يصل عددهن الي أربعة أو خمسة في عملية «التكسكيس» والتي تتواصل علة امتداد كامل اليوم فبعد تحويل السميد الي كسكسي أو محمصة تتم عملية «التفوير» علي الكسكاس تعقبه عملية التجفيف في الهواء الطلق حين يجف الكسكسي علي لفح أشعة الشمس قيل أن يجمع في كيس أو كيسين. وعملية عولة الكسكسي والمحمصة ترفق عادة بأجواء احتفالبة ضيقة داخل العائلة حيث يتم اقتناء اللحم ويطبخ الفطور للنسوة الحاضرات وبقية أفراد العائلة في جو بهيج علي وقع الأغاني الشعبية للنسوة المنشغلات باعداد العولة التي ظلت راسخة في الأذهان كما في القلوب ومؤكدة أن هذه العادة لن تندثر رغم ظهور مادتي الكسكسي والمحمصة المعلبتين في المعامل.