مازالت العولة الصيفية من مادتي الكسكسي والمحمصة عالقة في تقاليد الأسرة بجهة السرس بنسبة تفوق 90 % . ورغم أنها كانت تمثل مناسبة للالتقاء بين مجموعة من نساء القرية أو الأسرة في بيت صاحب العولة ليصل عددهن بالعشرات وهو ما يعبر عنه في تاريخ العولة ب «التويزة» ، ويكون ذلك اليوم هو بمناسبة الاحتفال لإعداد مادة كسكسي دياري من دقيق القمح بعد أن تحصله صاحبته من حصاد ذلك العام ، ومن لا قمح له يتوجه إلى شراء كمية من السميد تفي بحاجته للعولة ويتمكن من إعداد مادة «المحمصة» ليتم طهيها ب»القديد « أي اللحم الشايح الذي تحافظ عليه ربة البيت من خروف عيد الأضحى وتقدمه كأكلة جارية خلال فصل الشتاء وخاصة في الأيام الباردة . واليوم فقد عمت ظاهرة اقتناء مادة السميد كما أن العولة والتلاقي بين النسوة لم يعد مجانيا بل إنه بمقابل أقلها 20 دينارا بالنسبة إلى كيس السميد وزن 50 كلغ ، وحتى تتمكن النسوة من تقديم هذه الخدمة لأكثر ما يمكن من ربات البيوت فإنهن ينطلقن في العمل منذ الساعات الصباحية الأولى وكلما انتهت كمية السميد إلا وتحولت العاملة إلى بيت آخر ولو بتقديم الخدمة إلى 3 بيوت أو أكثر في اليوم . في حين تجد بعض النسوة صعوبة في القيام بالعولة ببيوتهن مما يجبر المرأة التي تسمى ب « الكسكاسة « على القيام بتلك المهمة في بيتها وتقدم لها مادة الكسكسي جاهزة بحساب 30 دينارا لكيس السميد الواحد . وحتى تتم المحافظة على هذه العادة فإن الحرص عليها يكون في فصل الصيف بصفة خاصة ولا سيما أيام « أوسو « التي تعرف بارتفاع درجات حرارتها وهو ما يساهم في تحصيل مادة كسكسي جيدة تسمى مؤونة العائلة طيلة سنة كاملة . وللإشارة فإن كسكسي أفراح الزواج يتم إعداده بطريقة انفرادية بعيدا عن برمجة موعد العولة.