تونس (الشروق) تتميّز معتمدية ماجل بالعباس التابعة إداريا لولاية القصرين بثراء مخزونها التراثي المادي واللامادي والذي تبرز خصائصه من خلال تعدّد مواقع معالمه وتنوّع عادات وتقاليد أهاليها والتي تتجلّى في أبهى مظاهرها خلال مواسم الأفراح وما يرافق زردة سيدي تليل من لوحات وخرجات وحضرات وغيرها إلى جانب «طقوس» جني المحاصيل الفلاحية الصيفية. وتشتهرُ معتمدية ماجل بالعباس بثمرة «الفستق» التي ارتقت في السنين الأخيرة إلى مرتبة الشرف وتكنّى بعاصمة الفستق لتصدرها المرتبة الأولى في قائمة الإنتاج الجهوي والوطني وذلك بحوالي 600 طن سنويا متأتية من حوالي 320 ألف أصل شجرة فستق. وهذا التوسّع في المساحة المغروسة والمحاصيل السنوية يُعدّ نتيجة موضوعية لتواصل اختيار الفلاحين بمختلف أصنافهم لغراسة أشجار الفستق والتي نجحت تجربتها بفضل انصهارها في نوعية تربة أراضي الجهة إضافة إلى تحمّلها لقساوة المناخ وخصوصا الجفاف ممّا أعفى الفلاحين من المصاريف الباهضة للريّ. هذا وينطلق في النصف الثاني من شهر جويلية تدريجيا موسم جني محاصيل صابة هذه الثمرة المبجّلة والذي أصبح موعدا سنويا ينتظره الفلاحون لترويج المحاصيل بالبيع بالجملة لكبار التجار أو ل»القشارة» الذين يُروجون الفستق بالبيع في الأسواق اليومية والأسبوعية بداخل الولاية وخارجها إضافة إلى تصدير كميات أخرى للخارج. واحتفاء بهذه الشجرة وثمرتها المباركة يقام سنويا مع نهاية شهر أوت مهرجان وطني للفستق بماجل بالعباس يسعى منظموه إلى مزيد الرفع من شأن هذه الشجرة في وسطها المحلي وإبراز خصائص المعتمدية فلاحيا وتراثيا. هذا ويتضمن هذا المهرجان سوقا مفتوحة لترويج الفستق من خلال إقامة معرض مختص في استعمالاته المتعدّدة وإقامة الندوات العلمية ذات العلاقة بغراسة الفستق.