لأنها خزان انتخابي مهم جدا يحرص المرشحون للانتخابات الرئاسية منذ بداية حملاتهم على طلب ودّ المرأة من خلال عقد الاجتماعات الحاشدة بالنساء والاتصال المباشر بهن أينما انتقلوا وإدراجهن في برامجهم الانتخابية، فلمن ستصوت المرأة ؟ تونس الشروق: مليون امرأة انتخبن المرحوم الباجي قائد السبسي خلال 2014 غيّرن معادلة كاملة وجعلنه ينتصر على منافسه المنصف المرزوقي المدعم من اكبر حزب في البلاد . ولا أحد من التونسيين ينكر أنها قادرة على قلب الموازين وتغيير مسار سياسي كامل واعتصام باردو اكبر مثال على ذلك . ولذلك أصبحت مع انطلاق الحملة الانتخابية محل أنظار وتفكير اغلب المرشحين -ان لم نقل كلّهم - حتى يكسبوا ثقتها وتمنحهم صوتها. اجتماعات حاشدة «نوارة الحرية» هكذا سماها محسن مرزوق عندما قدم برنامجه الانتخابي لفائدتها واعتبرها عماد المجتمع وانه سوف يعمل على مزيد دعم حقوقها. كما تم تنظيم اجتماع نسائي حاشد بولاية صفاقس دعما للمرشح عبدالكريم الزبيدي وهو الذي ادى زيارة الى الاتحاد الوطني للمرأة التونسية قبل بداية الحملة بثلاثة أيام ووفقا للمكلفة بالإعلام ايمان الرويسي التقى رئيسة الاتحاد راضية الجربي وهياكل الاتحاد وتناولوا قضايا المرأة التونسية ودور الاتحاد كمنظمة عريقة في بناء دولة الاستقلال وفي رسم صورة تونس الحالية. وعرض الزبيدي اهم محاور برنامجه الانتخابي، مؤكدا على أن المرأة من أولويات برنامجه الرئاسي لإيمانه العميق بدورها الريادي في العديد من المحطات الوطنية. كما اكد أنه متابع بكل انشغال ما عاناه الاتحاد من ازمات منذ سنة 2011 . وفي نفس الاطار يؤكد يوسف الشاهد في اجتماعاته على ضرورة تطوير مكانة المرأة ودورها في تونس وذلك لافقط بتطوير التشريعات بل ايضا بتطوير العقليات لانه يوجد عدم توازن بين التشريعات والواقع والمراة ركيزة اساسية من ركائز مشروعه ومكاسب المراة هي فخر التونسيين وهو فخور بانه ينتمي الى دولة المراة فيها موجودة وحاضرة . المرأة تناشد المراة لئن حاول المرشحون الرجال ابراز اهمية المراة التونسية في المشهد العام للبلاد. واقروا بدورها في المجتمع والأسرة. واكدوا على مزيد تشريكها في مواقع القرار فإن المرشحة سلمى اللومي ارادت ان تستغل جنسها كأنثى لاستقطاب النساء وتحت شعار «يامراة دعّم المراة «و»نساء بلادي نساء ونصف» تخوض حملتها وبدت الاكثر حرصا على التواصل معها اينما وجدت مع التركيز على نساء الطبقة الوسطى وصاحبات المهن والحرف والتسويق. وارادت من خلال صفحاتها الفايسبوكية ابراز انها وفية للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي صاحب مبادرة تقنين المساواة في الارث ووريث الزعيم الراحل حبيب بورقيبة في الانتصار لقضايا المراة. لمن ستصوت ؟ رغم أن عدد الناخبات أكثر من عدد الناخبين، وذلك بعد حصول المرأة على نسبة 53 %من اصل حوالي مليون ونصف المليون ناخب ورغم الحضور المكثف للمرأة في اجتماعات المرشحين للرئاسة إلا أن نوايا التصويت لا يمكن تحديدها لأن المرأة التونسية كسبت من الوعي مايجعلها قادرة على تحديد المرشح الافضل بعيدا عن التأثير والاستقطاب. وقد تكون المساواة في الميراث أحد العناصر الحاسمة بالنسبة لشق هام من النساء اللواتي اضعفن حظوظ بعض المرشحين وخاصة منهم المرشح الحقوقي منصف المرزوقي بعد تصريحه بأن القانون سوف يلقى في سلة المهملات . ووفقا لتركية الشابي نائبة رئيسة رابطة الناخبات فإن الرابطة لاحظت خلال عملها التحسيسي ان نسبة هامة من النساء لسن متحمّسات للانتخابات ولكن الرابطة ما فتئت تعمل على تحسيسهن بضرورة التصويت لانه حق من حقوقهن ولان اصواتهن مهمة لتغيير أحوالهن وظروفهن وجهاتهن. واضافت ان الرقابة قدمت توصية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتخصيص حافلة مواطنة لفائدة الناخبات الموجودات في المناطق النائية قصد تيسير عملية تنقلهن وتجنيبهن شراء الاصوات من الاحزاب التي تتولى نقلهن بعد ان أدرجت توصية حماية المرأة من العنف السياسي ورصد كل الانتهاكات التي تهم المترشحات والناخبات والمراقبات بمراكز الاقتراع.