تونس الشروق: مثلت «المناظرات» التلفزية المباشرة بين المترشحين للانتخابات الرئاسية ظاهرة جديدة في تونس وأثارت الكثير من الجدل في الأوساط السياسية خاصة فكيف ينظر إليها الناخب؟ هي المرة الأولى التي تجرى فيها مناظرات بين المترشحين في تونس سواء للانتخابات الرئاسية او التشريعية وهو ربما ما جعلها تثير الكثير من الأسئلة لدى النخب السياسية خاصة، وكان هدفها الأساسي تقديم المترشحين بشكل عادل للناخبين مع السماح بالقليل من التفاعل في ما بينهم. وبما ان اقناع الناخب هو الهدف من تلك المناظرة كان من الواجب أن نسأل عددا من الناخبين عن تقييمهم لتلك المناظرات وان كانت ساهمت في تحديد خياراتهم او تغييرها وفي هذا الاطار التقينا بعدد منهم وكانت مواقفهم كالتالي: زياد الرحيمي: تابعت بعض الحوارات التلفزية لعدد من المترشحين و تابعت ايضا مقتطفات من المناظرة التلفزية فلم أر اختلافا بينهما سوى في عنصر تقسيم الوقت والالتزام بمحور السؤال. ربما كل التجارب في بدايتها تشهد نقائص واخلالات لكن اعتقد لو تم الاقتصار على التناظر بين المرشحين في الدور الثاني لكان الأمر أكثر نفعا للمتلقي والناخب الذي سيختار على قاعدة البرنامج. وبما انه تم الاعتماد على المناظرة منذ الدور الاول فان ذلك في رأيي يخدم المترشحين لخدمة حملاتهم التشريعية و تعزيز حظوظهم في مناصب وزارية او مسؤوليات أخرى سفيان الجميعي: المناظرة التلفزية في اعتقادي أعطت للمشاهدين وللناخبين عموما انطباعات مهمة حول قدرة كل مترشح على التواصل والحضور الذهني والتفاعل الحيني. وكشفت أيضا الهوة الموجودة بين أشباه السياسيين في الحد المعرفي الأدنى. وكشفت لنا هذه المناظرة التلفزية ان عددا كبيرا من المتقدمين الى السباق الرئاسي يفتقدون الكاريزما وأجوبتهم تمويهية خارج نص السؤال المحدد بما يعني أنها ترشحات غير جدية همها الوحيد المناصب والمحاصصات واقتسام الكعكة. كما بينت المناظرات التلفزية ان المترشحين عن الأحزاب معنيون لوحدهم بالمنافسة الجدية بدرجات متفاوتة. جلال: حقيقة لم أستفد من المناظرات فلم تقدم اضافة عما رأيته في باقي أنشطة الحملة الانتخابية وتقريبا كل المرشحين في نفس المستوى . لم تكن هناك الا الوعود ولم اتابع نقاشا جديا بين المترشحين لكي اتبين من الاجدر بينهم لذلك لا ارى ان المناظرة قدمت الاضافة لقناعاتي. هشام ساسي: هي ظاهرة جديدة في تونس ولم يفهمها المواطن بعد لكن هي أيضا بها نقائص عديدة فمثلا لماذا ليست هناك نقاشات مباشرة بين المترشحين ليقنعوا بعضهم بمقترحاتهم التي قدموها لنا وهو ما كان ليساعدنا على التمييز بينهم من حيث البرامج والقدرة على الاقناع. شخصيا تمنيت ان تكون هناك حوارات حقيقية بينهم لكن الاقتصار على الاجابة عن أسئلة مختلفة لا يمكن ان يقدم الاضافة الى ما يقدم في باقي جوانب الحملة الانتخابية. رضا رزقي: انا شخصيا اكتشفت من خلال المناظرات نقائص عدد من المترشحين الذين تبين انهم لا يستمعون جيدا الى الاسئلة ويندفعون في المقابل للحديث والاجابة حتى وان كان خارج الموضوع. بالنسبة للبقية لم تقدم المناظرة الاضافة في شأنهم حيث ان ما قالوه هو ما نسمعه منهم يوميا فما الاضافة التي قدمتها المناظرة حولهم ؟ لا شيء.