بَعيدا عن "مُناظرات" المُتناطحين على رئاسة البلاد، يُواصل المنتخب اليوم سِلسلة الاختبارات الودية بمُواجهة ثقيلة ضدّ الكوت ديفوار. اللّقاء لن يدور في رادس ولا في "أبيدجان" وإنما سيكون في ضيافة "روان" الفرنسية الضّاربة في أعماق التاريخ والجالبة للسُياح من كلّ الجنسيات والديانات. المنتخب التونسي لن يَنسى نصيبه من "الفُسحة" خاصّة أن الرحلة الفرنسية ذات صِبغة ودية لكن لا ينبغي للجانب "الترفيهي" أن يَصرف فريق المنذر كبيّر عن الهدف الرئيسي من زيارة "روان" عبر "بَاريس". ذلك أن الفريق الوطني يُريد الانتفاع قدر المُستطاع من هذا الصِّراع الودي. وتبدو الفُرصة مُلائمة لنَختبر قوّتنا أمام الايفواريين الذين لهم بَاع وذراع في خريطة الكرة الافريقية فضلا عن مُشاركاتهم المُونديالية وانتاجاتهم الكروية التي "استوردت" منها أنديتنا الكثير من الأسماء نستحضر منها على سبيل الذِّكر لا الحَصر عبد القادر كايتا وكَانديا تراوري وجُون جاك تيزيي وبلاز كواسي وفوسيني كُوليبالي الذي كان قاب قوسين أوأدنى من الحصول على الجنسية التونسية بتدبير من معلول وبعض الوكلاء "المُعشّشين" في مُعسكرات المنتخب. لقاء الكوت ديفوار يُعتبر من الامتحانات "الحَقيقية" لمدرّبنا الوطني الجَديد المنذر كبيّر الذي كان قد افتتح تجربته الدولية بفوز "صَغير" على مُوريتانيا الشّقيقة. ومن المَفروض أن تكون المُواجهة الإيفوارية أصعب وأنفع بحكم أن الفريق المُوريتاني يعيش طفرة كروية بقيادة الفرنسي "مَارتيناز" لكن لا يُمكن بأيّ من الأحوال أن نضع الأشقاء في نفس الميزان مع الكوت ديفوار المُتواجدة في الصّف الأوّل على الصّعيد القاري. وكان منتخبنا قد فاز بهدف لصِفر أمام مُوريتانيا ولم يَرتق الأداء العَام إلى المستوى المأمول وهو ما يضع فريق المنذر كبيّر أمام حتمية رفع النسق وتقديم مردود أفضل بمناسبة الاختبار الودي الثاني ضدّ الكوت ديفوار التي كان بوسعها الذهاب بعيدا في الكأس الافريقية الأخيرة لولم يصطدم فريق "ابراهيم كامارا" ب"الثّورة" الجزائرية. ويكتسي لقاء الكوت ديفوار أهمية مُضاعفة بالنظر إلى توقيته. ومن المعروف أن المنتخب الوطني يتأهّب لخوض "معركة" قارية على واجهتين: تصفيات ال"شَان" وال"كَان". ولاشك في أن مواجهة منافس بحجم "الفِيل" الايفواري من شأنها أن تكون أفضل "بروفة" قبل انطلاق الرسميات. وتبدو الفُرصة مُناسبة أيضا ل"تدوير" الزاد البشري وتشريك العناصر التي لم تنل حظّها أمام مُوريتانيا وهي من الدُول العربية السبّاقة في استخدام "المُناظرات" التلفزية بين المترشحين للرئاسة. و"مُناظراتنا" نحن قد تكون حَافلة بالثغرات وأشبه ب"الاستجوابات" لكنها تُعدّ من المؤشرات الجيّدة عن "الديمقراطية" المفقودة للأسف في جامعتنا وجمعياتنا الرياضية حيث لا صَوت يعلو صوت "الرئيس" المَاسك بكلّ الصّلاحيات التي ينبغي على مدربنا الوطني المنذر كبيّر أن ينتزعها بالقوّة إذا أراد فعلا النجاح على رأس المنتخب. البرنامج: لقاء ودي (س18) في مدينة "روان" (فرنسا): تونس - الكوت ديفوار