تَعيش جامعة الكرة توتّرات كبيرة بعد ضَياع "الحُلم الأولمبي". وقد كانت الصّدمة أشدّ في ظلّ تزامن هذه الخيبة مع انهزام الفريق الأوّل على يد الكوت ديفوار على هامش المباراة التي جمعت بينهما في مدينة "روان" الفرنسية. آخر المعلومات القادمة من المنزه تؤكد أن الجامعة قد تَعقد بين الحين والآخر "جلسة طارئة" للنّظر في أزمة المنتخبات الوطنية واتّخاذ الإجراءات الضّرورية بهدف التَصحيح والإصلاح ولو أن الكثيرين نفضوا أيديهم من الجامعة ليَقينهم بأنّها هي أصل الدّاء ولا تملك الحلّ. ملف «المنتخب الأولمبي» بعد الإنسحاب المُرّ أمام الكامرون فقد أبناء فريد بن بلقاسم "الصِّفة الأولمبية". ومن المفروض أن تُبادر الجامعة بإتّخاذ التدابير اللاّزمة لإنقاذ هذا الجِيل من الضّياع فضلا عن تَقرير "مصير" الإطار الفني. المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن عدّة جهات فَاعلة تدعم فكرة المُراهنة على عدد من عَناصرنا الأولمبية "المُنسحبة" في تصفيات كأس افريقيا للاعبين المحليين. وقد تفتح "الشان" آفاقا جديدة لدحمان وهنيد وعمامو والمسكيني والسّاحلي... وغيرهم من الأسماء التي قد يُوجّه لها المنذر كبيّر الدعوة بمُناسبة المواجهة المُكرّرة ضدّ ليبيا في نطاق تصفيات "الشان" وهي من المواضيع التي من المُقرّر مُعالجتها أيضا على هامش الاجتماع المُنتظر للجامعة. أمّا بخصوص المدرّب فريد بن بلقاسم فإنه مُرتبط مع الجامعة بعقد ينتهي في 2020 وهو العام الذي كان من المفروض أن نشارك خلاله في منافسات الأولمبياد. وبما أن فريد بن بلقاسم أخفق في تحقيق الأهداف المُتّفق عليها وهي الترشّح إلى "كان" مصر 2019 وأولمبياد "طوكيو" 2020 فإنه يحقّ للجامعة عَزله من منصبه أودعوته لمَهام أخرى كما حصل مع القصراوي والكنزاري. ومن الواضح أن فريد بن بلقاسم جَهّز نفسه لكلّ السِّيناريوهات ويُرحّب بجميع القرارات التي قد تصدر عن الجامعة في جلستها المُرتقبة والتي تتوقّع مصادرنا تنظيمها بعد الانتخابات الرئاسية خاصّة في ظل انشغال الجريء وعدد من أعضاء الجامعة بالحَملات الدعائية للأحزاب وسط جدل واسع حول مَخاطر الخَلط بين السياسة والرياضة. مسؤولية الجامعة لا اختلاف في أن المدرب فريد بن بلقاسم ومساعده أنيس البوسعيدي يتحمّلان قسطا من مسؤولية الإخفاق وينسحب الأمر نفسه على اللاعبين. لكن هذا لا يعني أبدا تعليق الفشل على المدربين واللاّعبين و"تبرئة" الجامعة التي أساءت التصرّف مع ملف الإطار الفني بعد أن راهنت على خدمات مدربينْ: أحدهما أشرف على التحضيرات والآخر قاد الرسميات والحديث عن شكري الخطوي وفريد بن بلقاسم. وأساءت الجامعة أيضا التدبير على صعيد ملف التعزيزات الخَارجية وقد وقفنا على هذه الحقيقية إثر المشاكل المُتعلّقة بتأهيل بعض العناصر كما حدث مع مَارك اللمطي وآدم بن لامين فضلا عن الفشل في استثمار بعض المواهب المُهاجرة بالشّكل الصّحيح (الصّرارفي والزمزمي نموذجا). وهُناك أيضا أخطاء قَاتلة على المُستوى التنظيمي. فقد "رضخت" الجامعة لرغبة اللاعبين في مُواجهة الكامرون في رادس دون أن تقرأ حسابا لملف الجمهور. وكان الحضور الجماهيري مُخيّبا للآمال وفقد المنتخب عنصرا مُؤثّرا بفعل الاختيار الخاطىء على رادس والفشل الذريع في التعبئة الجماهيرية وذلك على عكس الكامرون التي نجحت في الاستفادة من هذا الجانب في لقاء "يَاوندي". يُذكر أن الجامعة كانت قد سمحت للجمهور التونسي بالدخول إلى رادس بصفة مجانية غير أن هذا الامتياز لم يضمن الحضور المأمول خاصّة أن القرار جاء مُتأخّرا ولم تسبقه الدعاية اللاّزمة في وسائل الإعلام. الإدارة الفنية مُذنبة أم بريئة؟ في سِياق مُتّصل بالمنتخبات الوطنية من المفروض أن تُناقش الجامعة في جلستها المُرتقبة ملف الإدارة الفنية. ويعتقد البعض أن إدارة الصّغير زويتة بَريئة من اخفاق المنتخب الأولمبي خاصّة أنّها فاقدة للصّلاحيات ولا صِلة لها بتسمية المدربين الذين يعرف الجميع بأن رئيس الجامعة هو من يُعيّنهم ويَعزلهم. وهذه الرُؤية صحيحة بنسبة ألف بالمائة لكنّها لا تُخفي أبدا مسؤولية المُدير الفني المُتورّط في حَالة الخَراب بسبب سلبيته مِثله بقية أسلافه في هذا المنصب. ولا جِدال في أن الإدارة الفنية في حاجة بدورها إلى إعادة نظر.