مازال الغُموض مسيطرا على ملف المنتخب وفي هذا التَسويف مضيعة للوقت خاصّة إذا عرفنا أن الفريق الوطني تَنتظره تحديات جديدة ورهانات قريبة تتمثّل أساسا في التصفيات المُؤهلة ل»شَان» 2020 و»كَان» 2021. ومن المُقرّر أن تنطلق تصفيات كأس افريقيا للاعبين المحليين (الشان) في سبتمبر القادم على أن تبدأ تصفيات كأس افريقيا للأمم بداية من شهر نوفمبر. بين تونس وليبيا في الوقت الذي تنشغل فيه جامعتنا بمُناقشة ملف المدرب، انطلقت المنتخبات المُنافسة في التحضير لمُواجهة فريقنا الوطني. وفي هذا السياق نظّم الفريق اللّيبي تربّصا مُغلقا في المملكة المغربية استعدادا لمُلاقاة تونس في سبتمبر القادم في نطاق تصفيات كأس افريقيا للاعبين المحليين. وقد برمج الأشقاء ثلاث وديات أمام اتّحاد طنجة ونهضة بركان والجيش الملكي. الحَسم ضروري مضى على الإنسحاب من ال»كان» عشرة أيام كما أنه تنتظرنا عدة رهانات خلال الأسابيع القليلة القادمة. وبناءً عليه فإن الجامعة أمام حتمية غلق ملف المدرب الوطني في أقرب الآجال رفعا للضّبابية وكسبا للوقت خاصة في ظلّ اقتراب موعد التصفيات الافريقية التي ستكون على واجهتين (ال»شَان» وال»كَان»). ومن المفروض أن تحسم الجامعة اليوم وليس غدا مُستقبل المدرب «ألان جيراس» الذي ذهب في إجازة إلى فرنسا دون الكشف عن بقائه من عَدمه على رأس الإطار الفني للمنتخب. ومن الضروري أن تعقد الجامعة اجتماعا في الغرض وتؤكد ترسيم «جيراس» أوالتخلي عنه كما حصل مع عدة منتخبات عربية وافريقية بعد نهاية ال»كَان» حيث شملت مَوجة الاقالات والاستقالات المكسيكي «خافيير أغيري» (مصر) والفرنسي «هارفي رونار» (المغرب) والفرنسي «سيباستيان ديسابر» (أوغندا) والهولندي «كلارنس سيدورف» (الكامرون) والبلجيكي «بول بوت» (غينيا) والنيجيري «إيمانوال أمونيكي» (تنزانيا). جدل حول المُرشحين لم تكشف الجامعة بعد عن موقفها النهائي والرسمي بخصوص عزل «جيراس» أوتجديد الثّقة فيه. وفي الأثناء يتواصل الجدل حول المُرشحين «الافتراضيين» لقيادة المنتخب في المرحلة المُقبلة. وتفيد المعلومات القادمة من محيط المنتخب أن بعض أعضاء الجامعة قد يُعارضون التعاقد مع نبيل معلول إذا تمّ وضعه ضِمن لائحة المرشحين لخلافة «جيراس» الذي كان من المفروض أن يتخلّى عن «عناده» ويُقدّم استقالته خاصّة أنه فقد ثقة المسؤولين واللاعبين وأصبحت صورته مهزوزة في صفوف الأحباء. وبالعودة إلى موضوع معلول تؤكد عدة وقائع أن ترشيحه لتدريب المنتخب قد يتسبّب في صراع كبير بين أعضاء الجامعة. وقد يحظى معلول بثقة صديقه وديع الجريء لكنّه لن ينال ثقة عدة أعضاء. ومن الواضح أن هؤلاء يعارضون مُجرّد التفكير في معلول لعدّة اعتبارات موضوعية. وهُناك قناعة راسخة بأن الرجل «مكروه» لدى فئة واسعة من الجماهير الرياضية التي لن تَنسى فضيحة بلجيكا واستخفاف معلول بعقول الناس عندما أكد أن «صلاة الاستخارة» ستُحدّدُ مستقبله مع الفريق وهو التصريح نفسه الذي كان قد قاله عند تدريب الترجي قبل أن يجرّه إلى المحاكم طلبا لمستحقاته المُقدّرة بمليار و210 ملايين. الطريف أن معلول يتحرك في الفترة الحالية أملا في «افتكاك» المقود من «جيراس» ويراهن نبيل على أبواقه الدعائية وصَداقته الكبيرة مع الجريء الذي منحه خلال السنوات الأخيرة شرف قيادة الفريق الوطني في مُناسبتين (انتصرنا خلالهما على المغمورة «بَنما» مقابل هزيمتين تاريخيتين ومُذلتين على يد الرأس الأخضر وبلجيكا). والأطرف من كلّ ما تَقدّم أن الرّجل عبّر عن استعداده لتدريب المنتخب مجانا ولاشك في أن هذا التصريح يندرج في خانة «الحِيل» التي يمارسها معلول ليصل إلى مُبتغاه وبعد ذلك يلهف ملايين الجامعة ومعها دُولارات القطريين نظير التَحليل والخطابات التمجيدية ل»الدّوحة» المُحتاجة إلى تلميع صُورتها استعدادا لمُونديال 2022. الجَدير بالذّكر أن اللائحة «الافتراضية» للمرشّحين لتدريب المنتخب تضمّ عدة أسماء محلية مثل نبيل معلول الذي عرض خدماته على الجريء وسامي الطرابلسي الناجح في «السيلية» القطري وأيضا منذر كبيّر الذي قد يصلح حسب البعض لقيادة الإدارة الفنية لا لتدريب المنتخب الأوّل. الأولمبيون يحملون الآمال خَلّفت مُشاركة المنتخب الأوّل في الكأس الافريقية حسرة كبيرة في صفوف الجماهير التونسية التي كانت على يقين من أن الفريق كان قادرا على تحقيق الأفضل لولا الفوضى الشَاملة. وستكون الآمال مُعلّقة على المنتخب الأولمبي لتعويض هذه الخَيبة من بوّابة التصفيات المُؤهلة ل»كَان» مصر 2019 (النهائيات الافريقية مُرشّحة بدورها إلى أولمبياد طوكيو 2020). وسيخوض الأولمبيون مُواجهة مُكرّرة وصعبة أمام الكامرون بين 4 و10 سبتمبر القادم (الإيّاب في تونس). وقد انطلقت التحضيرات لهذا الموعد الكبير تحت إشراف الإدارة الفنية والمدرب فريد بن بلقاسم. وتفيد المعلومات التي بحوزتنا أن الجامعة قد تَتّخذ بعض الاجراءات الاستثنائية خدمة لمصلحة الأولمبيين ولم تستبعد مصادرنا امكانية إجراء تعديلات طفيفة على الجولة الثانية من سباق البطولة. وتتّجه النية نحو تقديم الجولة الثانية بيوم أوأكثر لفسح المجال للمنتخب الأولمبي ليستعدّ بشكل حيّد لمُواجهة الكامرون (الموعد المُفترض لهذه الجولة هو السّبت 31 أوت والأحد 1 سبتمبر). ونبقى مع ملف المنتخب الأولمبي لنشير إلى أن فكرة تعزيز الإطار الفني بخدمات المُساعد الأوّل في فريق الأكابر ماهر الكنزاري قد تجد رفضا واسعا. وتعتقد عدة جهات أن المنطق يفرض دعم فريد بن بلقاسم وعدم إرباك العمل الذي يقوم به من خلال الحاق الكنزاري بالإطار الفني للأولمبيين في سيناريو مُكرّر لما حصل من قبل مع نزار خنفير. وتظنّ الجهات نفسها أن الكنزاري مُطالب بالتخلي عن منصبه كمساعد في المنتخب الأوّل وفي صورة تمسّك الجريء بخدماته انتصارا للصّداقة التي تجمعهما فإنّه لا سبيل لمنحه «هدية» جديدة وتكليفه بمهام أخرى في المنتخب الأولمبي وبطريقة قد تتسبّب في «أزمة» حادّة بين المدرب الأصلي للأشبال هو فريد بن بلقاسم والمدرب «المُسقط» على الأولمبيين والحديث طبعا عن ماهر الكنزاري المواعيد المُنتظرة للمنتخب سبتمبر 2019: تصفيات ال»شان» (ضدّ ليبيا) نوفمبر 2019: انطلاق تصفيات ال»كَان» (تونس تتواجد في المجموعة العاشرة رفقة ليبيا وتنزانياوغينيا الاستوائية) .